بنسليمان : مسيرة العطش تُؤجَّل بعد تدخل قائد سيدي بطاش لاحتواء الأزمة وفتح قنوات الحوار

قائد قيادة سيدي بطاش في بنسليمان

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

بعدما كان مقررًا انطلاق “مسيرة العطش” اليوم الاثنين 27 يناير 2025 من قرية سيدي بطاش المنكوبة، في اتجاه مقر عمالة بنسليمان ومن ثم إلى القصر الملكي، احتجاجًا على سياسة “الأذان الصماء” التي تُهمِّش حق السكان الدستوري في الحصول على ماء صالح للشرب، تدخل السيد عثمان، قائد قيادة سيدي بطاش، لاحتواء الوضع وفتح قنوات الحوار مع المتضررين. وقد نجح في إقناع السكان بتأجيل المسيرة وعدم اتخاذ أي إجراءات احتجاجية في انتظار تدخل السلطات المحلية والإقليمية، بعدما أخفقت الجماعة المحلية، كعادتها، في معالجة الأزمة، متّبعة سياسة “باك صاحبي” التي تُفاقم معاناة المواطنين حتى في أبسط حقوقهم.

قرية سيدي بطاش، التي تعاني منذ سنوات من نقص حاد في المياه، أصبحت رمزًا للإهمال والتجاهل الذي يطال العديد من القرى والمناطق النائية. السكان، الذين يعيشون في القرن الحادي والعشرين، لا يزالون يكافحون للحصول على ماء صالح للشرب، وهو حق أساسي يكفله الدستور. وقد تفاقمت الأزمة مؤخرًا بسبب سياسة الجماعة المحلية التي تتسم بالتراخي وعدم الجدية في معالجة مشاكل المواطنين، مما دفع السكان إلى التحرك والتهديد بتنظيم مسيرة احتجاجية لتسليط الضوء على معاناتهم. بعدما اصبحت السياسة و الانتماء الحزبي هو من يوزع السقايات و اعمدة الكهرباء، وغيرها من الامتيازات التي باتت تعطى للولاء الحزبي لا للخصاص.

وفي هذا السياق، جاء تدخل السيد عثمان، قائد قيادة سيدي بطاش، كبارقة أمل للسكان. فبعد تفاقم الأزمة ووصولها إلى مرحلة الغليان، بادر السيد القائد بالتواصل مع المتضررين صباح اليوم الاثنين وبعد مرور أزيد من خمسة أيام، واستمع إلى مطالبهم بكل احترام وتفهم. وقد أكد على ضرورة عدم تصعيد الوضع، ووعد ببذل كل الجهود الممكنة لضمان توفير حلول سريعة وفعالة لأزمة المياه. كما طمأن السكان بأن السلطات المحلية والإقليمية ستتخذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المشكلة، داعيًا إياهم إلى التحلي بالصبر وعدم اللجوء إلى أي إجراءات احتجاجية في انتظار نتائج الاجتماعات المقررة.

السيد عثمان، المعروف بكفاءته العالية في التعاطي مع الملفات الحساسة، استطاع كسب ثقة السكان بفضل تعامله الاحترافي واحترامه لحقوق المواطنين. وقد أشاد المتضررون بجهوده، معربين عن أملهم في أن تترجم وعوده إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع. وقال أحد المتظاهرين: “نحن نثق في السيد القائد، ونأمل أن تكون هذه المرة مختلفة عن المرات السابقة، حيث كنا نعاني من الوعود الكاذبة والإهمال المتكرر”.

من جهة أخرى، من المقرر أن يعقد اجتماع حاسم تحت إشراف السيد رئيس دائرة بوزنيقة، بحضور ممثلين عن السلطات المحلية والإقليمية، لمناقشة أزمة المياه في قرية سيدي بطاش وكيف تم توزيع السقايات؟. ويأمل السكان أن يخرج هذا الاجتماع بقرارات جريئة وفورية لإنهاء معاناتهم، خاصة بعد سنوات من الانتظار والإهمال. وقد أكد المتضررون أنهم في انتظار ما سيفرزه هذا الاجتماع، معربين عن استعدادهم للتعاون مع السلطات من أجل إيجاد حلول مستدامة. غير أنهم شددوا على أنهم لن يترددوا في العودة إلى الشارع إذا لم تتحقق مطالبهم.

أزمة المياه في قرية سيدي بطاش ليست مجرد قضية محلية، بل هي قضية إنسانية تمس كرامة المواطن وحقه الأساسي في الحياة. وفي الوقت الذي ينتظر فيه السكان بفارغ الصبر تدخلات السلطات، يبقى السؤال: هل ستكون هذه المرة فرصة لإنهاء معاناة قرية سيدي بطاش التي اكلها الغول ومزقها التغول، أم أن الأزمة ستستمر في ظل سياسة الإهمال والتجاهل والولاء الحزبي؟ في انتظار الإجابة، يبقى الأمل هو السلاح الوحيد الذي يتمسك به سكان القرية، بينما تُعلِّق الأنظار على الاجتماع القادم الذي قد يُشكِّل نقطة تحول في مسار هذه الأزمة الإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!