المصطفى الجوي – موطني نيوز
في إطار الجهود المستمرة لحماية كرامة الإنسان وتوفير الدعم للأشخاص بدون مأوى، تنخرط مؤسسة التعاون الوطني في حملة شتاء 2024-2025، والتي تهدف إلى مواجهة التحديات التي يفرضها الطقس القاسي على الفئات الأكثر هشاشة. وفي هذا السياق، شهدت مدينة بنسليمان ليلة أمس حملة ليلية مكثفة قادتها المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، بالتعاون مع السلطات المحلية وفريق المساعدة الاجتماعية، لتوفير الدعم والإيواء للأشخاص المشردين الذين يعانون من موجة البرد الشديدة التي تجتاح البلاد.
بدأت الحملة عند الساعة العاشرة ليلاً، حيث جابت فرق العمل المكونة من عناصر التعاون الوطني والسلطات المحلية والقوات المساعدة، النقاط السوداء التي يعتاد الأشخاص بدون مأوى على التواجد فيها. وشملت هذه النقاط البنايات المهجورة، والأزقة الخالية من السكان، بالإضافة إلى أماكن أخرى معروفة بتجمع المشردين. وقد تم توفير خدمات اجتماعية عاجلة، بما في ذلك توزيع الألبسة الدافئة والتكفل الشامل بالأشخاص الذين تم إيواؤهم في مؤسسات الرعاية الاجتماعية التابعة لقطاع التعاون الوطني بالجهة.
وخلال الحملة التي تقودها المندوبة الإقليمية شخصيا، تم رصد حالات عديدة من الأشخاص الذين يعيشون في ظروف صعبة، حيث تم توجيه حالتين منهم إلى المستشفى الإقليمي ببنسليمان لتلقي الإسعافات الضرورية. وتأتي هذه الخطوة كجزء من الجهود المتكاملة لضمان سلامة وصحة الأفراد الذين يعانون من ظروف الحياة القاسية.
وأكدت المندوبة الإقليمية للتعاون الوطني أن هذه الحملة تأتي في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى حماية الأشخاص بدون مأوى من مخاطر الطقس البارد، وتوفير بيئة آمنة وداعمة لهم. كما أشادت بالتعاون الوثيق بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك السلطات المحلية والقوات المساعدة، والذي كان له دور كبير في نجاح الحملة.
من جهته، أعرب قائد الملحقة الإدارية الأولى عن تقديره للجهود المبذولة، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات الإنسانية تعكس التزام الدولة بحماية حقوق الإنسان وتوفير الدعم اللازم للفئات الأكثر احتياجاً. وأشار إلى أن الحملة ستستمر خلال الأسابيع المقبلة لضمان تغطية أكبر عدد ممكن من الحالات.
وتجدر الإشارة إلى أن حملة شتاء 2024-2025 تشكل جزءاً من الجهود الوطنية المستمرة لمواجهة ظاهرة التشرد، حيث تعمل مؤسسة التعاون الوطني على توفير حلول مستدامة للأشخاص بدون مأوى، بما في ذلك برامج الإيواء المؤقت والدعم النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى توفير فرص لإعادة الإدماج في المجتمع.
هذا و تعد هذه الحملة نموذجاً للعمل الإنساني المتكامل، الذي يجمع بين الجهود الحكومية والمبادرات الاجتماعية لمواجهة التحديات التي تفرضها الظروف المناخية الصعبة. وتظل حماية كرامة الإنسان وتوفير الدعم للفئات الهشة أولوية قصوى في سياسات الدولة، مما يعكس التزامها الراسخ ببناء مجتمع أكثر عدالة وإنسانية.
