إلى من يهمه أمر رعايا صاحب الجلالة..معاناة دواوير مقهورة بين الإقصاء واللامبالاة في سيدي بطاش بإقليم بنسليمان

سمير اليزيدي عامل إقليم بنسليمان

المصطفى الجوي – موطني نيوز

في قلب إقليم بنسليمان، وبالتحديد في جماعة سيدي بطاش، تعيش مجموعة من الدواوير أوضاعاً كارثية تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان. فبالرغم من الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها ساكنة هذه الدواوير يوم الأربعاء 22 يناير 2025 أمام مقر قيادة سيدي بطاش، والتي عبرت فيها عن معاناتها من انعدام الماء الصالح للشرب والكهرباء وسوء الطرق، إلا أن هذه المطالب العادلة لم تلقَ أي استجابة من الجهات المعنية. وكأن أصوات المحتجين، الذين يعانون من التهميش والإقصاء، لا تجد أذناً صاغية لدى من يفترض أنهم مسؤولون عن تلبية حاجيات المواطنين.

هذه الدواوير، التي تشكل جزءاً من دوار أولاد بورزك، تنقسم إلى شطرين: دوار الواد ودوار فوزار. ففي دوار الواد، إذا ما سنحت لكم الفرصة لزيارته، ستكتشفون واقعاً مريراً يعيشه السكان. فالماء الصالح للشرب غائب، والكهرباء حلم بعيد المنال، والطرق غير المعبدة تحول دون تنقل السكان بسهولة. هذا الوضع لا يختلف كثيراً عما تعيشه دواوير أخرى مثل دوار الشراردة ودوار أولاد بنداود، التي تعاني من نفس الإقصاء والتهميش.

في المقابل، نجد أن دوار أولاد بورزك فوزار، الذي يضم عضواً “مرضي” في مكتب المجلس الجماعي، يتمتع بمعظم الخدمات الأساسية. فقد استفاد هذا الدوار خلال الولاية الانتخابية الحالية من الربط الكهربائي، كما تم تركيب أعمدة الإنارة العمومية مجاناً في بعض المنازل السكنية. بالإضافة إلى ذلك، تم تعبيد شبكة الطرق الجماعية فيه، وهو ما جعله يبدو وكأنه الوحيد الذي يستحق الاهتمام من بين دواوير المنطقة. بل إن هذا الدوار استحوذ لوحده على نصف عدد السقايات، بينما بقية الدواوير تعاني من شح المياه. ومنها من لا يتوفر ولو على سقاية واحدة أو بئر يروي عطشهم.

هذا التفاوت الصارخ في توزيع الخدمات يطرح تساؤلات كبيرة حول دور الانتماء السياسي والمحسوبية في توجيه المشاريع والخدمات نحو مناطق دون أخرى. فالساكنة المتضررة ترى أن سبب إقصائها يعود إلى عدم وجود ممثلين عنها في مكتب المجلس الجماعي، مما جعلها خارج دائرة الاهتمام.

وفي ظل هذا الوضع المأساوي، تعتزم ساكنة الدواوير المهمشة تنظيم مسيرة “العطش” في اتجاه عمالة بنسليمان، ومن ثم إلى القصر الملكي، لتسليط الضوء على معاناتها وللتأكيد على أن حقوقها الأساسية قد ضاعت بسبب الزبونية والمحسوبية و”باك صاحبي”. هذه المسيرة، التي تأتي كخطوة أخيرة بعد أن تم تجاهل مطالبها المتكررة، تهدف إلى لفت انتباه الجهات العليا إلى الوضع الكارثي الذي تعيشه هذه الفئة من المواطنين.

وفي هذا السياق، نوجه نداءً إلى السيد عامل إقليم بنسليمان، باعتباره ممثلاً لصاحب الجلالة والمكلف بحل مشاكل الرعاياه، لتشكيل لجنة مختلطة للوقوف على الوضع المأساوي الذي تعيشه دواوير سيدي بطاش. كما نؤكد للرأي العام الوطني والمحلي أننا في “موطني نيوز” سنواصل تبني هذا الملف بالتعاون مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وكل الغيورين على مصلحة هذا الإقليم.

لأن ما تعيشه دواوير سيدي بطاش ليس مجرد قضية محلية، بل هو نموذج صارخ للتهميش الذي تعاني منه العديد من المناطق في المغرب. فبالرغم من الوعود المتكررة بتحسين الظروف المعيشية، إلا أن الواقع يثبت أن هناك فجوة كبيرة بين الخطاب الرسمي والممارسة على الأرض. وفي الوقت الذي تستعد فيه ساكنة الدواوير لتنظيم مسيرة “العطش”، يبقى الأمل معقوداً على تدخل سريع وفعال من الجهات العليا لإنصاف هذه الفئة المهمشة وضمان حصولها على حقوقها الأساسية.

هذه القضية ليست مجرد شأن محلي، بل هي قضية وطنية تمس كرامة المواطن وحقه في العيش الكريم. فهل ستكون مسيرة “العطش” بمثابة الصرخة التي توقظ الضمائر، أم ستضيع أصوات المحتجين في زحام اللامبالاة كما ضاعت وقفتهم؟ السؤال يبقى مطروحاً، والإجابة ستحددها الأيام القادمة.

وللموضوع بقية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!