بوزنيقة : مشاكل النقل المدرسي في جماعة شراط بإقليم بنسليمان لا تنتهي..غياب المراقبة وضعف التكوين يهددان حياة التلاميذ والمواطنين

السيارة المتسببة في الحادثة

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

في ظل غياب المراقبة الفعالة وضعف تكوين السائقين، تستمر مشاكل النقل المدرسي في جماعة شراط بإقليم بنسليمان في التفاقم، مما يهدد سلامة التلاميذ والمواطنين على حد سواء. هذه المشاكل ليست جديدة، لكنها تتجدد بشكل مستمر، وتصل أحيانًا إلى حد الكوارث التي تترك آثارًا جسدية ونفسية عميقة على الضحايا وأسرهم.

واحد من أبرز الأمثلة الصادمة على هذه الإشكالات هو الحادثة الخطيرة التي وقعت اليوم السبت 18 يناير 2025، والتي تورط فيها سائق إحدى سيارات النقل المدرسي المسجلة تحت رقم “58 أ 16330”. هذه السيارة، التي هي في الأصل هبة ملكية لجماعة شراط، كادت أن تتحول إلى أداة قاتلة عندما دهس سائقها شابًا كان يقود دراجة نارية أمام مقر قيادة شراط. الحادثة تسببت في إصابة الشاب بحالة حرجة، حيث تم نقله إلى المستشفى على وجه السرعة، وسط مخاوف من إصابته بكسر أو إصابات خطيرة أخرى.

ما يزيد من خطورة هذه الحادثة هو أن السائق لم يكن يتوفر على جميع الأوراق اللازمة للسيارة عند وقوع الحادث. وقد أدى هذا الإهمال إلى تدخل عناصر الدرك الملكي بسرية بوزنيقة، الذين قاموا بحجز السيارة في انتظار توصلهم بالوثائق المطلوبة. وبحسب مصادر موثوقة، فإن السيارة لا تزال تحت تصرف الدرك الملكي، في حين أن وضعية الضحية تبقى حرجة، مما يثير تساؤلات حول مدى جاهزية وكفاءة سائقي النقل المدرسي في المنطقة.

هذه الحادثة ليست معزولة، بل هي جزء من سلسلة من المشاكل المتكررة التي يعاني منها النقل المدرسي في جماعة شراط. فغياب المراقبة الدورية على السائقين ووسائل النقل، بالإضافة إلى ضعف التكوين الذي يتلقاه السائقون، يجعل من هذه الخدمة مصدرًا للخطر بدلًا من أن تكون وسيلة آمنة لنقل التلاميذ. فكيف يمكن لسائق أن يكون مؤهلًا لقيادة حافلة مدرسية إذا لم يكن يتلقى التدريب الكافي ولا يمتلك حتى الأوراق القانونية اللازمة؟

من الواضح أن هناك حاجة ماسة لتدخل عاجل من قبل الجهات المعنية لمعالجة هذه الإشكالات. فجماعة شراط، كغيرها من المناطق، تستحق أن تتمتع بخدمة نقل مدرسي آمنة وفعالة، تضمن سلامة التلاميذ والمواطنين على حد سواء. هذا يتطلب تعزيز آليات المراقبة، وتوفير تكوين جيد للسائقين، وضمان أن جميع وسائل النقل تتوفر على الوثائق القانونية اللازمة.

وبالتالي، لا يمكن أن نغض الطرف عن مثل هذه الحوادث التي تهدد حياة الأبرياء. حادثة اليوم يجب أن تكون جرس إنذار للجميع، من أجل العمل على تحسين ظروف النقل المدرسي في جماعة شراط، ومنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل. السلامة ليست ترفًا، بل هي حق أساسي لكل مواطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!