المصطفى الجوي – موطني نيوز
قد يتساءل البعض لماذا وصلت البلاد الى هذا الوضع الكارثي؟ و ما هي الأسباب وراء تظهور الأوضاع الإجتماعية و الاقتصادية ؟ ولنفترض جدلا وكما يحب بعض الساسة ان يوهموا المواطن المغربي انها الازمة من خارج البلاد، وهي في الحقيقية محلية بل وساهمت فيها وزارة الفلاحة ولأزيد من 15 سنة. فعلى من يضحكون؟ و من هي الجهة المتضررة؟ ولماذا هذه الازمة لم تمس لا من بعيد و لا من قريب الوزراء و نواب الشعب و الموظفون السامون ممن تتجاوز رواتبهم 40 ألف درهم شهريا ؟ هذا كله يضعنا امام اشكال خطير وهو ان هذه الازمة مست بالخصوص الطبقة المسحوقة من الشعب، بل الانكى من هذا أنها أغرقت هذه الفئة من الشعب في دهاليز الاجرام و كل ما يدور في فلكه من اغتصاب و قتل و سرقة و اتجار في المخدرات…الخ الخ، دون أن ننسى ظاهرة الهجرة السرية نحو المجهول. اليس كل هذا بسبب السياسات الفاشلة للحكومات المتعاقبة؟ أين يكمن الخلل ؟ وهل نحن فعلا مواطنين و سواسية أمام القانون؟ أم أن هناك مواطن من الدرجة الاولى و اخر من الدرجة الثانية في تراتبية غير منصفة؟ لهذا فأنا ارجح الطرح الثاني رغم انني على يقين تام انني سأتهم بالحقد تجاه فئة معينة. لكن هذا هو واقعنا المر و لأسف الشديد.
فالأزمة لها تراكمات، فهي بيست وليدت اللحظة، فكيف لعاقل أي كان ان يفسر القولة المشهورة و التي دخلت التاريخ من اوسع الابواب “عفا الله عما سلف” كيف لي حكومة تحترم نفسها ان تعفوا على لصوص المال العام وتكافئهم و لا ادل على ذلك ضرب صندوق المقاصة ورفع تسقيف أسعار المحروقات منذ سنة 2015. هذا غيض من فيض فإجمالي عدد المعتقلين في سجون المغرب أصبح 100 ألف نزيل بعدم كان 70.675 سنة 2012. و السبب هو السياسة الحكيمة التي انتجت أزيد من 70 مؤسسة سجنية بحسب الأرقام الرسمية لمندوبية إدارة السجون بالمغرب والتي تتوزع كالآتي: (مركزية، محلية، مراكز الاصلاح و التهذيب و فلاحية). في حين نجد ان السياسات الفاشلة لم تنتج سوى 16 جامعة، نفهم من هذا ان الدولة تتجه نحو الزج بالمغاربة في السجون و حتى هذه السجون تعرف فوضى منقطعة النظير فلا يوجد لا تأهيل و لا اصلاح و لا حتى تهذيب قد تكون كل هذه العبارات و المصطلحات في الاتجاه المعاكس، بحيث اصبحنا نرى أن النزيل يدخل بتهمة و يخرج بخبرة وبمعنى اصح يصقل مواهبه الاجرامية و السبب ان لا برامج تنموية بهذه السجون علما ان هناك سدود يجب ان تبنى و سكك حديدية يجب ان تربط المدن ببعضها دون ان ننسى الاراضي الفلاحية التي يجب ان تحرث و تزرع و تحصد ومع ذلك لا روح لمن تنادي، فالحكومات في واد و الشعب في واد اخر يستحيل ان يلتقيا، ورغم الكم القليل لعدد الجامعات و التي انتجت جيل و أي جيل معطلون ضحية سياسات عقيمة منهم من احرق نفسه ومنهم من دخل السجن ومنهم من فقد صوابه و هام على وجهه بشوارع و ازقة البلاد و البقية الباقية أصبحت فار تجارب لجهاز قمعي ينكل بهم أمام البرلمان و الوزارات “زنقة زنقة” واقع يدمي القلب طلبة فاتهم قطار الحياة لا وظيفة و لا مستقبل و لا حتى اسرة و عيش كريم عوانس و امهات عازبات بل وزادت الحكومة الحالية من تعميق أزمتهم بتحديد سن الوظيفة العمومية في 30 سنة أو 35 سنة.
وما خفي اعظم فقد اصبحنا دولة تنتج ما يسمى بأطفال الشوارع هو الاصطلاح الأكثر انتشارًا للتعبير عن الأطفال تحت سن 18 عامًا الذين يعيشون بلا مأوى ويقضون ساعات طويلة من يومهم أو يومهن كله بالساحات العامة وينتشرون في البلاد، فهل تدرون سبب استفحال هذه الظاهرة انه الفقر الذي يجعل الأسر تدفع بأبنائها إلي ممارسة أعمال التسول والتجارة من بعض السلع الهامشية مما يعرضهم لانحرافات ومخاطر الشوارع. كما تلعب الظروف الأسرية دورا أساسيا في انتشار ظاهرة أطفال الشوارع وابرزها تفكك الأسر إما بالطلاق أو الهجر أو وفاة أحد الوالدين. وكبر حجم الأسرة عن الحد الذي يعجز فيه الآباء عن توجيههم وتلبية احتياجاتهم. ارتفاع كثافة المنزل إلي درجة نوم الأبناء مع الوالدين في حجرة واحدة. الخلافات والمشاحنات المستمرة بين الزوجين وهلم جرى، فقد أشارت التقديرات الأخيرة أن عدد أطفال الشوارع يتراوح ناهز لـ 50 ألف طفل بشوارع المملكة ، رقم مخجل . الم تستطع الدولة بكل مقوماتها و مؤسساتها ان تستوعب هذه الفئة ولماذا لم يتم تفعيل القوانين علما اننا نملك ترسانة لا يستهان بها من القوانين؟ وما فائدة هذه القوانين إلم تفعل. فقد يعتبرني البعض غير عادي في طرحي لهذا الحل الأتي، لماذا لا تخلق الدولة و اعني المؤسسة العسكرية وشبه عسكرية فرقة القوات الخاصة من هذه الفئة بحيث يتم جمعهم ووضعهم في ثكنات عسكرية و الاعتناء بهم من تطبيب و تعليم و ملبس و مشرب و تدريب حتى تصبح لنا قوة خاصة لا يستهان بها،هل هذا عيب؟.
لقد بات البعض يتشدق بالعهد الجديد و كأنهم اصحابه، فعندما نتحدث عن العهد الجديد فأنا شخصياً أعني الفترة الذهبية للدولة العلوية في العشرة سنوات الأولى لإعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لعرش أصلافه الميامين وهذا الإهتمام بمستقبل بلدي نابع من حبي و غيرتي عليه، وذلك بسبب الأوراش الكبرى التي انطلقت رغم الأخطاء المتراكمة ولا ننسى انه اصبح للمملكة خلال العشرية الأولى وضع محترم بين دول العالم، لكن ورغم كل ما سلف هناك تشاؤم له ارتباط بالإصلاحات المتأخرة عمليا، ولعل العشرية الأخيرة وما فعلته الحكومات المتعاقبة بالشعب أمر لا يبشر بالخير. أما على الأمد البعيد وتحديدا في عهد الحسن الثالث فأنا متفائل كثيرا لأننا سنعبر حتماً بر الأمان مع صاحب الجلالة الجديد لا غير. لكن ما يزعجنا هو خرجات و شطحات بعض المسؤولين ،الذين يتمتعون بخرجات بهلوانية مميزة.
وكما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم 🙁 إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) فكم من امور اسندت الى غير اهلها؟وكم سننتظر؟.
فماذا تتوقعون؟ أخبروني ماذا تتوقعون؟ ونحن شعب خسرت الكرامة، وصار تاريخنا كله في القمامة، وما زلنا على الأطلال نغني ونندب حظنا مع حكوماتنا التي تمد يدها في جيوب الشعب المطحون أصلا. بالله عليكم أخبروني ماذا تتوقعون؟ ونحن شعب في غياب وزارة الاوقاف جاء ديننا يخاطب العقل، فأصبحنا مثل النعام نطمر الرأس في الرمل، ثم نتحارب وننتفّ بعضنا على من كان فينا الأشجع.
أخبروني ماذا تتوقعون؟ أنا اصلا لا أتوقع خيراً، ولا تجاملوا وتنافقوا و تتصنّعوا وتأملوا خيرا في حكومة أعفت اللص و حاكمة الشريف. ما فائدة المشط المغربي النظيف، إذا كان رأس الحكومة أصلاً “أصلع”؟؟