المصطفى الجوي – موطني نيوز
كشفت التحقيقات الأمنية عن تفاصيل عملية نصب واحتيال معقدة هزت أوساط الإدارة الترابية بالمغرب، حيث تمكن “مخازني” متقاعد من النصب على عدد من المسؤولين الكبار بوزارة الداخلية، بما فيهم عمال ورؤساء أقسام بمختلف المدن المغربية.
وتمكنت فرقة محاربة العصابات بولاية أمن القنيطرة، بالتنسيق مع عناصر جهاز مراقبة التراب الوطني “ديستي”، من إلقاء القبض على المتهم البالغ من العمر 50 عاماً، والذي اتخذ من انتحال صفة كاتب عام بوزارة الداخلية وسيلة للإيقاع بضحاياه.
وحسب مصادر مطلعة لموطني نيوز، فإن المتهم اعتمد أسلوباً محكماً في تنفيذ عملياته الاحتيالية، حيث كان يستهدف موزعي الهاتف في العمالات أولاً، ثم يطلب تحويل المكالمات إلى المسؤولين المستهدفين. وباستخدام لغة رسمية صارمة وثقة عالية بالنفس، كان يدعي تعرضه لمشاكل تقنية في بطاقته البنكية، طالباً مساعدة مالية عاجلة.
وتشير التحقيقات إلى أن المتهم نجح في الإيقاع بضحايا في مدن عديدة منها الرباط، الدار البيضاء، بنسليمان، طنجة، فاس، وجدة، دمنات، أولاد تايمة، وزايو. وفي حادثة لافتة، انتحل صفة عميد ممتاز بالمنطقة الإقليمية للأمن بالناظور، حيث تمكن من الحصول على مبلغ 4000 درهم من مديرة بنك في زايو.
وكشفت التحريات أن المتهم، المنحدر من القنيطرة، استفاد من خبرته السابقة في العمل بإحدى العمالات، مما مكنه من إتقان أساليب النصب والاحتيال. وقد تم إلقاء القبض عليه في حي “الخبازات” بالقنيطرة، حيث أمرت النيابة العامة بإحالته على المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء لاستكمال التحقيقات.
ويواجه المتهم تهماً تتعلق بالنصب والاحتيال وانتحال صفات ينظمها القانون، حيث تم تمديد فترة الحراسة النظرية له لمدة ثلاثة أيام. وتتوقع مصادر أمنية ظهور ضحايا آخرين مع تقدم التحقيقات، خاصة وأن المتهم موضوع مذكرات بحث في عدة مدن مغربية.
وتؤكد هذه القضية أهمية تعزيز إجراءات الأمن والتحقق في المؤسسات الإدارية، وضرورة توخي الحذر في التعاملات المالية، حتى مع من يدعون تمثيل جهات رسمية.