
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في سنة 1950، شهدت مصر والعالم العربي والإسلامي خسارة فادحة بوفاة أحد أعظم العلماء في التاريخ، الدكتور علي مصطفى مشرفة. لم يكن مجرد عالم فيزياء، بل كان رمزًا للعبقرية والإبداع العلمي، حيث قال عنه ألبرت أينشتاين عند سماعه خبر اغتياله: “اليوم مات نصف العلم”.
كان الدكتور مشرفة واحدًا من سبعة علماء على مستوى العالم الذين عرفوا سر الذرّة. ساهم بشكل كبير في تطوير النظرية النسبية، حيث قام بإثباتها رياضيًا، مما جعله أحد الأسماء اللامعة في مجال الفيزياء. تميزت إنجازاته العلمية بتنوعها وعمقها، حيث كان أول من قام بدراسة تهدف لإيجاد مقياس دقيق للفراغ، ووضع تفسيرًا علميًا للإشعاع الناتج عن الشمس. كما قدم نظرية مهمة حول الإشعاع والسرعة، والتي كانت سبب شهرته العالمية وأيضًا سبب اغتياله. بالإضافة إلى ذلك، كان له الفضل في وضع نظرية تفتت ذرة الهيدروجين، التي ساهمت في صناعة القنبلة الهيدروجينية، وأدخل تعديلات جوهرية على نظرية الكم.
لم تتوقف إنجازاته عند هذا الحد، بل تم تجميع أبحاثه ومسوّدات نظرياته للحصول على جائزة نوبل في العلوم الرياضية، إلا أن اغتياله حال دون ذلك.
تميز الدكتور مشرفة بتحقيقه لعدة إنجازات أكاديمية بارزة، حيث حصل على دكتوراة فلسفة العلوم في كلية الملك بلندن في أقصر مدة على الإطلاق، وكان أول مصري يحصل على دكتوراة العلوم (Dfp). كما أنه كان أصغر أستاذ في العالم وأصغر عميد لكلية العلوم.
توفي والد الدكتور مشرفة وهو في الحادية عشرة من عمره، ورغم ذلك، كان الأول على مستوى مصر في جميع سنوات دراسته. وفي الثانوية العامة، حصل على المركز الثاني، وهي السنة الوحيدة التي لم يكن فيها الأول، حيث توفيت والدته أثناء امتحاناته، مما زاد من التحديات التي واجهها.
تظل عبقرية الدكتور علي مصطفى مشرفة، ونظرياته وأبحاثه، علامة بارزة في تاريخ العلم. تفوقه على علماء الغرب، بما في ذلك آينشتاين، كان السبب وراء اغتياله. رحمك الله يا شهيد العلم، وفقيد الحياة والعبقرية.