بنسليمان : عشوائية وازدواجية المعايير في مراقبة السلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالمدينة

صورة من الأرشيف

المصطفى الجوي – موطني نيوز

كشف تحقيق ميداني أجراه “موطني نيوز” عن ممارسات مثيرة للجدل في عمل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) بإقليم بنسليمان، حيث تبين وجود سياسة “الكيل بمكيالين” في التعامل مع المؤسسات الغذائية بالمدينة.

وفي الوقت الذي يحسب فيه للمكتب قيامه بحملات تفتيشية دورية لقت استحسان الساكنة والمراقبين، إلا أن الملفت للنظر هو الازدواجية الواضحة في تطبيق معايير المراقبة. فقد أظهر تحقيقنا أن المسؤولة الإقليمية للمكتب تركز حملاتها التفتيشية بشكل شبه حصري على المحلات المرخصة والمصنفة، بما فيها تلك التي يرتادها كبار مسؤولي الإقليم، في حين تتغاضى بشكل لافت عن مراقبة المحلات العشوائية المنتشرة في المدينة.

وتثير هذه الانتقائية في المراقبة تساؤلات عديدة حول الأسباب الحقيقية وراء تجاهل أصحاب العربات الذين يقدمون وجبات سريعة، والذين باتوا ينتشرون في المدينة كالفطر دون معرفة مصدر اللحوم التي يقدمونها للمستهلك. فهل يعقل أن تتوارى المسؤولة الإقليمية عن الأنظار عندما يتعلق الأمر بالمطاعم غير المرخصة والعشوائية، في حين تستعرض عضلاتها على المحلات المرخصة والملتزمة بمعايير الجودة؟

وما خفي أعظم، ليمتد هذا التقصير ليشمل قطاع بيع الأسماك، حيث يغيب تماماً دور المكتب في مراقبة الأسماك التي تباع في الأزقة والأرصفة بزنقة ابن خلدون وحتى في ما يسمى بسوق السمك الذي لا يتوفر على أبسط شروط السلامة. ولم يقتصر الأمر على غياب المراقبة الصحية فحسب، بل يمتد إلى عدم المطالبة بالفواتير التي تثبت مصدر هذه المنتجات البحرية.

أما في قطاع الجزارة، فالوضع لا يقل سوءاً، إذ تتجاهل المراقبة محلات بيع اللحوم التي تتاجر في النقانق – رغم حاجتها لترخيص خاص – فضلاً عن غياب أي رقابة على مصدر وجودة كميات الدجاج المحمر الكبيرة المعروضة للبيع، دون أي اهتمام بالتحقق من مصدرها أو المطالبة بفواتيرها.

وأمام هذا الوضع المقلق الذي يهدد صحة وسلامة المستهلك، فإننا في “موطني نيوز” نوجه نداءً عاجلاً إلى وزير الفلاحة للتدخل الفوري ومساءلة المكتب الإقليمي للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية في بنسليمان حول تغاضيه المريب عن المخالفات الصارخة في قطاع المواد الغذائية. ونحمل المكتب المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات قد تنتج عن هذا التقصير في مراقبة بائعي الوجبات السريعة المنتشرين في المدينة بدون حسيب ولا رقيب، وكذلك فوضى بيع الدجاج واللحوم وكل ما من شأنه المس بصحة وسلامة المستهلك.

ويؤكد “موطني نيوز” أنه سيواصل متابعة هذا الملف الحساس وسيكشف المزيد من التفاصيل في تقارير لاحقة، حرصاً منه على المصلحة العامة وحماية صحة المواطنين.

كما نهمس في اذن الطبيبة ونقول لها مدينة بنسليمان بصفة خاصة والأسواق بصفة عامة تعج باللحوم البيضاء مجهولة المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!