المصطفى الجوي – موطني نيوز
في مرحلة ما من العمر، تصل إلى نقطة فاصلة… لحظة تدرك فيها أن روحك تناديك، تطلب منك التوقف. نعم، نحتاج استراحة، ونكتفي بهذا القدر… من المعاناة والمشاحنات التي أثقلت كاهلنا وأرهقت قلوبنا.
في هذه اللحظة الفارقة، نقول بصوت واضح: نكتفي من العتاب والشجار والخلاف. نكتفي بما مر من العمر في مشاهدة أشخاص وعلاقات سرقت أجمل لحظات الحياة دون أنْ نشعر. كم من الوقت أضعناه في دوامات لا تنتهي من المشاعر السلبية والعلاقات المسمومة؟
لقد استنفذنا طاقات هائلة من الغضب، واستهلكنا قوانا في التعصب والإصرار على أمور فاشلة. كم من المشاعر ضاعت هباءً، وكم من الصداقات الهشة أفقدتنا راحتنا النفسية وسلبت منا الأمان. لكن اليوم، نقف على عتبة جديدة، نتطلع إلى أفق مختلف.
ما أجمل شعور التخطي! إنه كولادة جديدة للروح. تخطي المواقف التي أثقلت قلوبنا، تخطي الانكسارات التي ظننا أنها ستبقى معنا للأبد، تخطي الكراهية التي سممت أيامنا، تخطي المشاعر المستهلكة التي لم تعد تخدم نمونا، تخطي اللحظات التي أطفأت فينا ضياء الأرواح.
لذا، أيها القارئ العزيز، انتبه لما تبقى منك من طاقة. انتبه لذلك الشغف المتوهج في داخلك، تلك الشعلة التي تأبى الانطفاء. انتبه لما تبقى من سلامك النفسي، فهو كنزك الثمين في رحلة الحياة. واحذر، كل الحذر، من الاستسلام للحزن والخذلان.
وفوق كل هذا، إياك وشيخوخة الروح…تلك الحالة القاتلة التي تصيب النفس بالموت وأنت ما زلت على قيد الحياة. فالروح المتجددة هي سر الحياة النابضة، وينبوع السعادة المتدفق.
تذكر يا عزيزي ويا عزيزتي دائماً أن الحياة رحلة متجددة، وأن لكل مرحلة جمالها وحكمتها. فلا تخش التوقف للراحة، ولا تتردد في تجديد طاقتك. فأحياناً، تكون الاستراحة هي بداية انطلاقة جديدة، وفرصة لإعادة اكتشاف ذاتك من جديد.