المصطفى الجوي – موطني نيوز
في يوم الجمعة 22 نوفمبر الحالي، شهدت جماعة شراط بإقليم بنسليمان حدثًا سياسيًا غير مسبوق يعكس حالة من التوتر والانقسام العميق داخل المجلس الجماعي. فالدورة الاستثنائية التي كان من المفترض أن تناقش القضايا المهمة للمنطقة، تحولت إلى مشهد مأساوي يعبر عن أزمة حقيقية في التسيير والإدارة.
لم يكن المشهد عاديًا أبدًا، حيث اختار معظم أعضاء المجلس الجماعي مقاطعة الدورة احتجاجًا على الأداء المتواضع للرئيس الحالي. وقد تجلت معالم هذه المقاطعة في حضور هزيل لا يتجاوز ثلاثة أعضاء موالين للرئيس، بدوا وكأنهم أشباح داخل القاعة، صامتين لا يتحدثون، ولم يسبق لهم أن تناولوا الكلمة منذ سنوات طويلة.
يبدو أن الأزمة داخل جماعة شراط قد وصلت إلى مرحلة حرجة، حيث يرى المقاطعون أن الإدارة الحالية باتت تتخبط في تسيير شؤون الجماعة. فمقاطعة ما يقارب ثلثي الأعضاء للدورة الاستثنائية تعد مؤشرًا خطيرًا على عمق الشرخ الداخلي وفقدان الثقة بين أعضاء المجلس.
لم تعد المسألة مجرد خلاف سياسي عادي، بل أصبحت تهدد مستقبل المؤسسة الجماعية برمتها. فالصمت المطبق، والغياب الجماعي، والاحتجاج الصامت يحملان في طياتهم رسالة واضحة مفادها أن جماعة شراط تسير بخطى حثيثة نحو الهاوية.
الأمر يتطلب تدخلًا عاجلًا وفوريًا من الجهات المعنية للوقوف على أسباب هذا الانقسام العميق. فالمطلوب اليوم ليس مجرد إصلاح شكلي، بل إعادة بناء الثقة وترميم العلاقات المتشظية داخل المجلس الجماعي.
هل ستنجح الجهات المعنية في إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ وهل سيتمكن رئيس الجماعة من استعادة ثقة أعضائه؟ هذه الأسئلة وغيرها تبحث عن إجابات في ظل هذا المشهد السياسي المعقد.
تبقى جماعة شراط اليوم أمام محك حقيقي، وعلى الجميع أن يدرك أن المصلحة العامة يجب أن تسمو فوق الخلافات الشخصية والسياسية الضيقة.
سنتابع التطورات عن كثب ونوافيكم بكل جديد.