التفاهة والتافهين في المغرب إلى أين؟

المصطفى الجوي

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

في السنوات الأخيرة، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب انتشارًا واسعًا لما يمكن وصفه بالتفاهة والمحتوى غير الهادف الذي يجذب الانتباه بشكل مبالغ فيه، مع تزايد نفوذ وتأثير بعض الأفراد الذين يسعون للشهرة السريعة على حساب القيم والمبادئ الاجتماعية. هذا الوضع يثير قلق الكثير من المراقبين حول الآثار السلبية التي قد تترتب على المجتمع المغربي نتيجة لهذا النوع من المحتوى.

من أحد الجوانب المقلقة في هذا السياق هو دور الدولة، أو بالأحرى غياب دورها الفاعل في مواجهة هذه الظاهرة. فغياب المحاسبة والتوجيه قد يوحي بتجاهل أو غض الطرف عن المحتوى الذي يمكن أن يفسد الأخلاق ويشوه صورة المغرب أمام العالم. لا شك أن غياب استراتيجيات واضحة لمحاربة التفاهة وسوء استخدام وسائل الإعلام الجديدة يسهم في تفاقم المشكلة.

المسؤولية هنا لا تقع على عاتق الدولة فحسب، بل تمتد إلى المجتمع بمؤسساته التربوية والثقافية التي ينبغي أن تلعب دورًا أساسياً في التوعية وتوجيه الأفراد نحو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة بناءة. من الضروري تعزيز القيم الأخلاقية والثقافية بين الشباب وتقديم محتوى بديل يثري العقول ويعزز من روح النقد البناء.

أما عن الجهات المستفيدة من هذه الفوضى، فيمكننا الإشارة إلى عدد من الأطراف التي قد تستفيد بطرق غير مباشرة. أولًا، الأفراد الذين يصنعون هذا المحتوى التافه أنفسهم، حيث يجنون الأرباح من خلال الإعلانات والرعايات على منصاتهم. ثانيًا، بعض الشركات والعلامات التجارية التي تبحث عن الترويج بأي شكل، حتى وإن كان على حساب القيم الأخلاقية. وأخيرًا، يمكن أن تستفيد أطراف أخرى ممن يرون في انشغال الناس بالتفاهة طريقة لتوجيه الانتباه بعيدًا عن قضايا أكثر أهمية في المجتمع.

وبالتالي، يتطلب التصدي لظاهرة انتشار التفاهة على وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب تحالفًا متينًا بين الدولة والمجتمع والأفراد، لبناء وعي جماعي يدفع نحو استخدام تلك الوسائل فيما يربو بالنفع على الفرد والمجتمع ككل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!