المصطفى الجوي – موطني نيوز
في عالم الاستثمار، يبحث المستثمرون دائماً عن الفرص الذهبية لتحقيق الأرباح والنمو. ولكن عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في مسقط الرأس، فإن الأمور قد تأخذ منحى آخر. هذا هو الحال بالنسبة لمدينة بنسليمان وإقليمها، حيث أصبحت المدينة مصيدة للمستثمرين الحالمين بتحقيق النجاح في موطنهم.
تتفشى في بنسليمان ظاهرة مؤلمة تعيق كل من يحاول النجاح في هذا المكان. الحسد والحقد بين سكانها أصبحا العائق الأكبر أمام التنمية والازدهار. في كل زاوية من زوايا المدينة، تجد أن الحسد يتربص بكل من يحاول أن يرتقي بنفسه وبمشاريعه. ما أن يبدأ شخص ما في تحقيق بعض النجاحات، حتى يتكاتف البعض في محاولة لتحطيمه وإفشاله.
ولعل تجربة عزيز البدراوي تبرز كأحد الأمثلة الصارخة على هذا الواقع المرير. البدراوي، الذي حاول بكل طاقته أن يستثمر في مدينته ويعزز من اقتصادها، وجد نفسه في مواجهة شرسة مع قوى الحسد والحقد. لم يكن فشله ناتجاً عن سوء إدارة أو قرارات غير صائبة، بل كان ضحية لأبناء جلدته الذين لم تهدأ نار الحسد في قلوبهم حتى رأوه يسقط في محنة وسجن.
الرسالة التي نود إيصالها هنا هي تحذير واضح لكل المستثمرين: تجنبوا الاستثمار في بنسليمان. لا تضعوا أموالكم وأفكاركم في بيئة ملوثة بالحقد والكراهية. ابحثوا عن بيئات استثمارية صحية، حيث يمكن للأفكار الإبداعية أن تزدهر دون أن تعيقها مشاعر الحسد. فالاستثمار في مكان كهذا هو ضرب من المجازفة الغير مبررة.
نتفهم تماماً الرغبة في الاستثمار في مسقط الرأس، فهناك دائماً شعور بالانتماء والرغبة في العطاء. ولكن، في حالة بنسليمان، فإن الحذر واجب. فالآية القرآنية التي تصف حال هؤلاء الأفراد بقوله تعالى: “في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً” تعكس الواقع الأليم لهذه المدينة.
نختم بنصيحة صادقة لكل من يفكر في الاستثمار في بنسليمان: اهربوا بأموالكم وأفكاركم نحو أماكن أكثر دعماً وتشجيعاً. لا تدعوا الحسد يحطم أحلامكم ويعكر صفو نجاحاتكم. فالمستقبل الأفضل ينتظركم في أماكن أخرى، بعيداً عن مصيدة الحقد والكراهية التي تلتهم كل نجاح في بنسليمان.