
المصطفى الجوي – موطني نيوز
تُعد المعركة الراهنة التي يخوضها المحامون الأبرز منذ فترة الاستقلال. وفي هذا السياق، يؤكد السيد محمد المديمي، رئيس المكتب التنفيذي للمركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب، أن المحاماة تتبوأ مكانة مرموقة بين المهن، إذ تجمع بين خدمة المجتمع بكافة شرائحه وحماية الحقوق والحريات.
تتميز مهنة المحاماة بكونها رسالة سامية تتجاوز حدود تقديم الخدمات القانونية لتصبح منارة للعدالة والإنصاف. فالمحامي يُسخِّر معرفته وخبرته لخدمة موكليه، معتمداً على قدراته الفكرية والتحليلية في كشف الحقائق وإيصالها للقضاء بأسلوب مهني رصين.
إن الوقار والأخلاق المهنية ركيزتان أساسيتان في عمل المحامي، فهما يشكلان جوهر هويته المهنية وأساس نجاحه. ويتطلب النجاح في هذه المهنة مزيجاً فريداً من المعرفة القانونية، والفصاحة اللغوية، والشجاعة الأدبية، والقدرة على التحليل والاستنتاج.
يتميز المحامي الكفء بقدرته على تقديم الحجج المقنعة وصياغة المرافعات المؤثرة، مع الحفاظ على استقلاليته المهنية وموضوعيته. وتتطلب مهنته مستوىً عالياً من الإبداع والعبقرية في استنباط الحجج القانونية وتقديمها بشكل مؤثر.
تُشكل المحاماة ركناً أساسياً في منظومة العدالة، فهي الملاذ للمظلومين والضمانة لحقوق المتقاضين. وتتجلى أهميتها في كونها تجمع بين النبل والكفاءة، وبين الواجب المهني والمسؤولية المجتمعية.
وفي ظل التحديات الراهنة التي تواجه المهنة، يصبح من الضروري دعم المحامين في نضالهم المشروع للحفاظ على استقلالية المهنة وكرامتها. فإضرابهم المفتوح يُمثل موقفاً مبدئياً للدفاع عن قيم العدالة وحماية حقوق المواطنين في ظل محاولات تقييد دور المحاماة وتحجيم رسالتها السامية.
إن الحفاظ على استقلالية المحاماة وكرامتها ليس مجرد مطلب فئوي، بل هو ضرورة مجتمعية لضمان سيادة القانون وحماية الحقوق والحريات. وعليه، فإن دعم المحامين في معركتهم الراهنة يُعد واجباً وطنياً وأخلاقياً لحماية ركن أساسي من أركان العدالة.