المصطفى الجوي ـ موطني نيوز
في السنوات الأخيرة، شهد العالم العربي تحولاً ملحوظاً في الرأي العام تجاه القضية الفلسطينية والمقاومة. هذا الانقسام، الذي تجلى بوضوح في الأشهر الأخيرة، يثير تساؤلات عميقة حول أسبابه وتداعياته على المشهد السياسي في المنطقة.
تفاقم الانقسام مع الأحداث الأخيرة، بما في ذلك اغتيال قادة بارزين من حركة حماس والتهديدات الموجهة للأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله. وقد تعمق هذا الانقسام مؤخراً مع استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار.
يرى محللون أن هذا التحول في الرأي العام له جذور عميقة، ترتبط بعوامل داخلية وخارجية. فمن جهة، هناك تغيرات اجتماعية واقتصادية داخل المجتمعات العربية أدت إلى إعادة ترتيب الأولويات. ومن جهة أخرى، يلعب الإعلام الغربي دوراً محورياً في تشكيل التصورات حول المقاومة وإيران.
وفقاً لخبراء في الشأن الإعلامي والسياسي، فإن وسائل الإعلام الغربية عملت على ترسيخ مفاهيم معينة حول المقاومة، وصورتها بشكل سلبي في كثير من الأحيان. هذا التأطير الإعلامي ساهم في خلق صورة نمطية عن حركات المقاومة، مما أثر على تصورات شريحة من الجمهور العربي.
كما أن التغطية الإعلامية لدور إيران في المنطقة لعبت دوراً في تشكيل الرأي العام. فالتركيز على النفوذ الإيراني وتصويره كتهديد للأمن القومي العربي أدى إلى انقسام في الرأي حول دعم حركات المقاومة المرتبطة بإيران.
ومع ذلك، فإن هذا الانقسام ليس مطلقاً. فهناك شريحة كبيرة من الرأي العام العربي لا تزال تدعم القضية الفلسطينية وترى في المقاومة وسيلة مشروعة لمواجهة الاحتلال. هذا التباين في الآراء يعكس تعقيد المشهد السياسي في المنطقة.
في الختام، يبدو أن الانقسام في الرأي العام العربي حول فلسطين والمقاومة هو نتيجة لتفاعل معقد بين عوامل داخلية وخارجية. وفي حين أن التأثير الغربي، خاصة عبر وسائل الإعلام، يلعب دوراً مهماً، فإن التحولات الداخلية في المجتمعات العربية تساهم أيضاً في تشكيل هذا الانقسام. ويبقى السؤال المطروح : كيف يمكن للمجتمعات العربية أن تتعامل مع هذا الانقسام وتحافظ على تماسكها في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية؟