المصطفى الجوي – موطني نيوز
في خضم الاضطرابات العالمية المتزايدة، تجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها مرة أخرى في قلب الجدل الدولي. فمع تصاعد التوترات في مناطق متعددة من العالم، تتعالى الأصوات المنتقدة لدور واشنطن في الساحة الدولية، متهمة إياها بتأجيج الصراعات وزعزعة الاستقرار العالمي.
في أوكرانيا، حيث تستعر نيران الحرب منذ أكثر من عامين، تواصل الولايات المتحدة تقديم دعمها العسكري والمالي الكبير لكييف. هذا الدعم، الذي يُقدر بمليارات الدولارات، يشمل أسلحة متطورة ومعدات عسكرية وتدريبات للقوات الأوكرانية. بينما ترى واشنطن في هذا الدعم ضرورة لحماية سيادة أوكرانيا ومواجهة ما تصفه بالعدوان الروسي، يرى منتقدوها أن هذا التدخل يؤدي إلى إطالة أمد الصراع وتعميق الأزمة الإنسانية.
وفي الشرق الأوسط، لا يزال الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل يثير جدلًا واسعًا. فمع استمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وما يصاحبه من إبادة جماعية للعرب و المسلمين. تتهم أصوات عديدة الولايات المتحدة بانحيازها الواضح لصالح إسرائيل، مما يقوض – حسب رأيهم – فرص السلام العادل في المنطقة. في المقابل، تدافع الإدارة الأمريكية عن موقفها، معتبرة أن دعمها لإسرائيل ضروري لضمان أمن حليفتها وتحقيق الاستقرار في المنطقة ولو على حساب قتل وحرق وابادة شعب بالكامل.
والآن، مع تصاعد التوترات بين الصين وتايوان، تجد الولايات المتحدة نفسها مرة أخرى في موقف حساس. فقد أثارت الصفقة الأخيرة لبيع طائرات مسيرة أمريكية لتايوان غضب بكين، التي اعتبرت هذه الخطوة تدخلًا سافرًا في شؤونها الداخلية وتهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. تشمل هذه الصفقة، التي تبلغ قيمتها الإجمالية 163.7 مليون دولار، توريد ما يقرب من ألف طائرة مسيرة، من بينها 720 طائرة من طراز Switchblade 300 و291 طائرة من نوع ALTIUS 600M-V.
ويرى المنتقدون في هذه الخطوة محاولة أمريكية لإشعال فتيل أزمة جديدة في شرق آسيا، على غرار ما حدث في أوكرانيا. فهم يعتقدون أن واشنطن تسعى لإضعاف الصين من خلال دعم تايوان عسكريًا، مما قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة. في المقابل، تؤكد الإدارة الأمريكية أن هدفها هو الحفاظ على توازن القوى في المنطقة وضمان قدرة تايوان على الدفاع عن نفسها.
في مقابل بيع الاسلحة وتنشيط مصانع الأسلحة التي تسيطر عليها بالاضافة الى تجربة هذه الاسلحة على البشر و الحجر و حتى الشجر.
وسط هذا الجدل المتصاعد، تبقى الأسئلة مطروحة حول حقيقة الدور الأمريكي في الساحة الدولية. هل تسعى الولايات المتحدة حقًا لتحقيق السلام والاستقرار العالمي كما تدعي، أم أنها تغذي الصراعات وخلق الارهاب الدولي لخدمة مصالحها الخاصة؟ وهل يمكن لهذه السياسات أن تؤدي في النهاية إلى عالم أكثر أمنًا واستقرارًا، أم أنها تدفع العالم نحو المزيد من التوتر والصراع؟
ليبقى الحكم على دور الولايات المتحدة في الشؤون العالمية مسألة معقدة تختلف حولها وجهات النظر. فبين من يراها قوة مهيمنة تسعى لفرض إرادتها على العالم، ومن يعتبرها ضامنة للنظام العالمي والاستقرار، يبقى المشهد الدولي في حالة من الغليان المستمر، مع بقاء الولايات المتحدة في قلب هذه العاصفة الجيوسياسية المعقدة.
لكن الحقيقة التي لا غبار عليها هي أن الولايات المتحدة الأميركية هي شيطان الأرض وملاكها.