المصطفى الجوي – موطني نيوز
عانى الفرنسيون ثلاث سنوات من المعارك وضرب المصالح الاستراتيجية لهم. أدركت فرنسا أن الزرقطوني هو الشبح الذي تبحث عنه. كم من مرة فشلت محاولات القبض عليه في الطريق، خاصة عند نقاط التفتيش، للتأكد من هويته. كانوا يطلقون سراحه دائمًا لأنه كان يحمل بطاقة هوية باسم آخر.
بدأت عناصر محمد الزرقطوني تقع في أيدي القوات الفرنسية واحدة تلو الأخرى، وتم تقديمهم للمحاكمات وإعدامهم. إلا أن الزرقطوني ظل حرًا طليقًا.
كانت محاكمة أحمد الراشدي مليئة باللحظات التاريخية، خاصة لحظة المجادلة بينه وبين القاضي. قال القاضي له: “إن أفعالكم هذه ترجعنا إلى القرون الوسطى”. فأجاب الراشدي بالفرنسية، التي كان يتقنها جيدًا: “نعم، لأن هناك إقطاعيين في المغرب مثل لاوي”. كان جواب الراشدي عميقًا ويدل على ذكاء وثقافة كبيرة.
أراد القاضي أن يبين أن عمل المقاومة متخلف، محددًا عصرها بأنه يعود للقرون الوسطى، التي كانت معروفة بجشع الإقطاعيين. وبالتالي، فإن الراشدي أراد أن يقول له: “إذا كانت أعمالنا تعود للقرون الوسطى، فذلك لأنه ما زال هناك إقطاعيون معاصرون في نفس العصر”.
عاد القاضي وقال له: “لن تربحوا شيئًا بهذا العنف”. فأجاب الراشدي: “العنف هو الأسلوب المناسب لهذه المرحلة، وحركتنا هدفها سياسي. أنتم نفيتم الملك، وأنا قتلت مقدمًا لأعطي العبرة والمثال للآخرين. وهذه مجرد البداية، وتأكدوا أن هناك عمليات أخرى قادمة”.
سأل القاضي: “ما هو الاستعمار في نظرك؟” فأجاب الراشدي: “إنه العبودية. أنا لا أندم على أي شيء، بل أفتخر وأنا مستعد للموت دفاعًا عن بلادي. إذا حكمتم علي، فستحكمون علي لأنني قتلت واحدًا من الخونة”.
القاضي، الذي يدعي الدفاع عن الحرية والديمقراطية، قال له: “سنحكم عليك لأنك إرهابي”. رد الراشدي: “أنا أمارس نفس الإرهاب الذي مارسته ضد النازيين. هل كان ذلك إرهابًا أم مقاومة؟” صمت القاضي ولم يعرف بماذا يرد إلا بالحكم على الراشدي بالإعدام مع ثلاثة من رفاقه.
في صباح 4 يناير 1955، في سجن الدار البيضاء، وقف الراشدي على منصة الإعدام بجانب أحد أصدقائه ورفيق العمر مولاي الطاهر. عندما أراد الجندي وضع العصابة على عينيه، طلب منه الراشدي بهدوء: “لا تغطِ عيني، أريد أن أموت وأنا أرى اسم بلادي للمرة الأخيرة”.
وما أحمد الراشدي إلا قصة إعدام من بين عشرات، وكل واحد واجه موته بطريقته نتيجة مقاومته. ذكرنا أن الزرقطوني وجماعته فجروا القطار المتجه من الدار البيضاء إلى الجزائر العاصمة، والآن دعونا نتعرف على تفاصيل هذه العملية.
في 7 نوفمبر 1953، كان القطار المتجه من الدار البيضاء إلى الجزائر محملًا بالجنود والضباط. وبينما كان يمر تحت النفق الأرضي الذي يربط بين الرباط المدينة وقنطرة أبي رقراق، ارتفع القطار من قوة الانفجار الذي حصد عددًا كبيرًا من ضباط الجيش الفرنسي.
كانت القنابل من صنع محلي، أشرف على صناعتها محمد الزرقطوني، وكانت ذات قوة تفجيرية كبيرة لدرجة أن عدد القتلى كان كبيرًا جدًا. ونظرًا لدقة هذه العملية، لم تستطع الشرطة الوصول إلى خيوطها أو كيفية تخطيطها أو حتى العناصر التي نفذتها.
لماذا اختارت المقاومة هذا القطار بالذات المتجه من الدار البيضاء إلى الجزائر؟ لأن المغاربة لا يركبونه إلا قليلًا، والفرنسيون يعتبرونه قطارًا خاصًا بعلية القوم. واختاروا يوم نهاية الأسبوع الذي يكون فيه القطار مزدحمًا بالركاب، خاصة الجنود.
كلف الزرقطوني السكوري ومحمد منصور بتنفيذ هذه العملية. قال لهما أن يحملا قنبلتين في حقيبتين ويصعدا إلى القطار. وعندما يقترب القطار من الرباط، عليهما التوجه إلى دورات المياه لوضع القنابل هناك، ثم انتظار اللحظة المناسبة لإشعال فتيل هذه القنابل. المكان المخطط له كان إما في النفق بعد محطة الرباط المدينة أو فوق قنطرة وادي أبي رقراق. عليهما إشعال الفتيل والنزول من المحطة، وبذلك ستنفجر القنابل في القطار بعد عبوره القنطرة.
والآن دعونا نتعرف على ما حدث في عملية تفجير السوق المركزي. في 24 ديسمبر 1953، وهو يوم عيد عند المسيحيين، وبعد أربعة أشهر من الاغتيالات التي نفذتها جماعة الزرقطوني ضد عملاء الاستعمار، كان هناك غضب كبير لدى المقاومة المغربية. ففي يوم عيد الأضحى، ضحى الجنرال غييوم بالملك محمد الخامس، وهنا اختار الزرقطوني أن يكون الانتقام في أقدس الأعياد عندهم.
اختار عيد ميلاد المسيح، الذي يحتفل به في 25 ديسمبر، وقرر تنفيذ العملية ليلة 24 ديسمبر. كان القرار هو تنفيذ ثلاث عمليات كبرى في أماكن مختلفة في وقت واحد. اختاروا الأماكن الأكثر حيوية عند الفرنسيين: إدارة البريد المركزية، ومكتب البريد، والسوق المركزي.
في تلك الليلة، بحضور الزرقطوني، تم توزيع المهام والأدوار وتحديد المسؤوليات وكيفية صنع القنابل وأماكن وضعها بالضبط. وفي اليوم الموعود، توزع الفدائيون وزرعوا القنابل في جميع الأماكن المتفق عليها. كان طول فتيل القنبلة يعطيها وقتًا قدره 10 دقائق للانفجار بعد نزع رأسها.
وضعت القنبلة الثانية في صندوق إرساليات وأخذها أحدهم إلى مكتب البريد. كان عليه إشعالها ووضعها جانبًا والخروج ببطء من الصف دون إثارة الشكوك ثم الهرب قبل انفجارها. أما بوشعيب، فكان عليه وضع القنبلة في صندوق البريد المركزي بعد إشعال الفتيل ومغادرة المبنى.
لكن هنا حدثت مشكلة. أطلق الفتيل دخانًا، واكتشف العاملون هناك العملية. اندلعت الفوضى في المركز ودخلت الشرطة وأزالوا الفتيل ورموا القنبلة خارجًا. حدث نفس الشيء في مكتب البريد. لكن القنبلة الوحيدة التي نجحت كانت قنبلة السوق المركزي.
حمل الزرقطوني هذه القنبلة في سيارته وأوصل الزناكي ومحمد بن موسى، الذي تكفل بوضع القنبلة أمام محل جزار فرنسي معروف. ولأن القنبلة وضعت في مكان مفتوح، بدد الهواء والريح الدخان. بعد دقائق، نجحت العملية التي أحدثت الرعب في نفوس الفرنسيين.
في الليل، وزع الزرقطوني ورفاقه منشورات في الحي الأوروبي يعتذرون فيها عن الضحايا المدنيين، ويحملون الاستعمار مسؤولية كل الأذى الذي لحق بالمغاربة، بما في ذلك نفي ملكهم يوم عيد الأضحى. كما طلبوا من الأوروبيين مغادرة البلاد لتبقى المواجهة مفتوحة بين الشعب والسلطة الفرنسية.
بعد ذلك، اعتقل عدد من المغاربة واتهموا في المحكمة بأنهم المسؤولون عن تفجير السوق المركزي. لكن هؤلاء المتهمين كانوا أبرياء. والغريب أنه في تلك الأثناء، تم إلقاء القبض على محمد منصور بتهمة أخرى بعيدة عما حدث في القطار والسوق المركزي.
في ذلك الوقت، لم يكونوا يعرفون بعد من المسؤول عن هذه التفجيرات. لكن بما أن الملف كان يحتاج إلى متهمين، حوكم مغاربة ظلمًا. حتى فاجأ محمد منصور الجميع وقال في التحقيقات إن هؤلاء الناس أبرياء وأنه هو المسؤول عن تفجير السوق المركزي. وزاد من صدمتهم عندما قال لهم إنه أيضًا المسؤول عن تفجير قطار الدار البيضاء-الجزائر.
اعترف منصور لكي لا يحكم بالإعدام على أبرياء. وقدم مرافعة تاريخية أمام المحكمة ذكر فيها كيف ساهم المغاربة مع فرنسا في تحريرها من النازيين. لكن رغم ذلك، حكم على منصور في النهاية بالإعدام
سقط فدائيو الزرقطوني واحدًا تلو الآخر، وهرب الآخرون. واقتربت ساعة الزرقطوني الذي قرر في اللحظات الأخيرة قبل القبض عليه أن ينفذ واحدة من أكبر عملياته.
في 24 يناير 1954، قبيل الفجر، والدار البيضاء نائمة، كان الزرقطوني يعد لعمليته بقنبلته. في لحظة سكون الصباح، هزت الدار البيضاء انفجارات كالزلزال في جميع أنحائها، وفي نفس الوقت ضربت المستعمر الفرنسي. انفجرت أربع قنابل في لحظة واحدة في أكبر عملية منذ بدء الزرقطوني وجماعته عملياتهم الفدائية.
جاءت العملية الأخيرة، عملية مطبعة الأطلس، تحت إشراف مباشر لمحمد الزرقطوني. وهي العملية التي أفلت منها بأعجوبة، والتي سقط فيها أول شهيد في المغرب بتناول حبة السم. كانت العملية هي كتابة منشورات وتوزيعها على شبكات المقاومة.
بعد الاتفاق على مضمون النص، بقيت مهمة الطباعة. احتار الزرقطوني ورفاقه أين يطبعون هذه المنشورات. اتفقوا في النهاية على أن حروف الطباعة يجب ألا تكون من المغرب، لأن فرنسا ستعرف بالضبط أي مطبعة طبعت هذه المنشورات. لذلك قرروا جلب حروف الطباعة من إسبانيا.
تكلف أحمد زياد بالمهمة، الذي بدوره كلف الغالي العراقي بالذهاب إلى مدريد وجلب الحروف. نجح العراقي في إدخال الحروف عبر جمارك مطار طنجة الدولي. تم تسليم الحروف للزرقطوني الذي سلمها بدوره للعرايشي.
أخذ العرايشي ورفاقه المطبعة من محمد السرغيني، الذي كان يعمل في هذه المطبعة ولم يكن يعلم ما سيحدث فيها. طبعوا الكمية الأولى من المنشورات. جاء الزرقطوني بسيارته وحمل الدفعة الأولى. وبمجرد أن تحرك بالسيارة، وبعد دقائق قليلة، داهمت الشرطة مطبعة الأطلس بعد إخبارية وصلتهم من أحد أفراد القوات المساعدة الساكن فوق المطبعة، الذي سمع ضجيجًا غير عادي ولاحظ حركة الزرقطوني المتكررة دخولًا وخروجًا.
فتح سليمان العرايشي الباب وفوجئ بالشرطة. قال لهم إن لديه عملًا طارئًا يجب إنجازه. عندما دخلوا المطبعة، وجدوا المنشور وصورة محمد الخامس. هنا تم اعتقال كل من كان في المطبعة، بمن فيهم سليمان وحسن الصغير. كما اعتقل الرجل الثاني الذي جاء بعد الزرقطوني لأخذ الشحنة الثانية من المطبعة.
عندما أخذهم مفوض المعاريف، أخرج حسن الصغير حبة سم السيانيد وابتلعها على غفلة من الحراس. وبعد ثوانٍ قليلة، بدأ يختنق والرغوة تخرج من فمه. توفي حسن الصغير كأول شهيد بحبة السم، وأصبح قدوة للزرقطوني الذي ظل يذكره في جميع اجتماعاته لشجاعته.
تعرض العرايشي لتعذيب شديد لكي يعترف على رفاقه. ومن شدة التعذيب، بدأ يعترف. قادهم إلى منزل في بوشنتوف كان يسكنه اثنان من الفدائيين، من بينهم الداحوس الكبير. عندما داهمت الشرطة المنزل، كان الداحوس يلعب بمسدسه الجديد وحبة السم التي كان قد تسلمها للتو.
فتح الداحوس الباب، فأطلق عليه الضابط بواي، الذي عذب العرايشي، رصاصة من مسدسه الجديد. أصيب بواي وسقط، لكنه لم يمت. من غرائب هذه القصة أنه كان مع هذه المجموعة من الشرطة التي جاءت للقبض عليهم شرطي مغربي يدعى كبور، والذي كان متعاطفًا مع المقاومة. عندما أصيب بواي برصاصته وسقط، بدأ رجال الشرطة الآخرون بالهرب وأخذ مواقعهم.
هنا، أطلق الشرطي المغربي سراح سليمان العرايشي وأعطى فرصة للداحوس للهرب. بدأ إطلاق النار من وراء الداحوس. ركب دراجة وهرب دون أن تصيبه أي رصاصة. أما العرايشي، فرغم أن يديه كانتا مقيدتين، استطاع الهرب من الشرطة والإفلات من إطلاق النار.
لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، ظل الزرقطوني هاربًا من الشرطة. اتخذ جميع الاحتياطات لكي لا يترك أثرًا وراءه. تنقل بين المدن والدار البيضاء بعشرات الهويات المزورة. أوقف مرارًا من قبل الشرطة التي كانت تبحث عنه دون أن يعرفوه. كان المطلوب رقم واحد في المغرب، العقل المدبر لكل هذه الفوضى طوال ثلاث سنوات.
كانت سيارته المليئة بالسلاح تجوب المغرب كله، قاطعة مئات الكيلومترات أمام الدرك والشرطة دون أن يعتقلوه، رغم أنهم كانوا يبذلون كل ما في وسعهم للقبض عليه اليوم قبل الغد. ولكن لكل شيء نهاية، وعندما يحين الأجل، يجعل الله له سببًا. وهذا ما حدث مع محمد الزرقطوني.
نسجت الشرطة الفرنسية خطة جهنمية للإيقاع بالزرقطوني. ألقوا القبض على صديق الزرقطوني المقرب، شجاع الدين، ونقلوه من الدار البيضاء إلى شرطة فاس، لأنهم كانوا يبحثون عنه بعد أن غطى مجموعة فاس التابعة لمحمد الزرقطوني. لم يصل الزرقطوني خبر اعتقال المجموعة الثانية في فاس، لكنه علم باعتقال شجاع الدين.
تواصل الزرقطوني مع الشرطي المغربي الوطني كبور، وطلب منه التنسيق مع الضابط الفرنسي بواي، الذي أصيب في المواجهة التي هرب فيها العرايشي. أخبره أنه مستعد لتقديم رشوة كبيرة مقابل إطلاق سراح شجاع الدين. قبل بواي العرض، لكنه عاد ليخبرهم أن الأمور خارجة عن سيطرته لأن شرطة فاس تولت أمر شجاع الدين.
بعد سقوط المجموعة الثانية ورفيق الدرب والكفاح شجاع الدين، بدأت جلسات التعذيب القاسية. رغم التعذيب الفظيع، كان شجاع الدين يعطيهم معلومات خاطئة وأنكر معرفته بالزرقطوني تمامًا. لكن في لحظة ما، دخلوا عليه بصورة الزرقطوني وقالوا له: “وهذا الذي في الصورة، ألم تعرفه؟ كنت تكذب علينا. هذا هو الزرقطوني”. هنا اعترف شجاع الدين أنه يعرفه، لكن باسم “ولد المقدم” وليس باسم الزرقطوني. وبدأ فصل جديد من التعذيب لشجاع الدين.
في صباح 18 يونيو 1954، حوالي الساعة الرابعة والنصف صباحًا، سمع الزرقطوني طرقًا خفيفًا على باب المنزل الذي كان فيه. نظر من النافذة فرأى سيارة شرطة واقفة ومجموعة من عناصر الشرطة يتقدمهم الضابط بزاك. هنا شعر الزرقطوني برائحة الخيانة وأدرك أنها النهاية لا محالة.
ذهب بهدوء وأخذ حبة السم من تحت الوسادة، أمسكها في يده وذهب إلى زوجته السعدية – وهي زوجته الثانية بعد وفاة زوجته الأولى هبة. بدأ يوصيها وصيته الأخيرة التي تضمنت ثلاثة أمور: أولًا، أن تبلغ كل من سيأتي لزيارته في المنزل اليوم والذين كان قد حدد معهم موعدًا من قبل. ثانيًا، أن تذهب إلى منزل عائلته في المدينة القديمة. وثالثًا، أن تعده أمام الله برعاية أولاده الثلاثة رعاية سليمة وفاضلة.
وضع حبة السم في فمه ونزل الدرج بكل هدوء ليسلم نفسه. فتح الباب، فدخل شرطيان، أشار أحدهما بإصبعه إلى الزرقطوني وقال لزميله: “هذا هو”. قال لهم الزرقطوني بالفرنسية بهدوء: “لا تخافوا، أنا هنا”. قيدوا يديه، وطلب من الضابط بالزاك أن يودع عائلته. سمح له بالزاك، فقبّل ابنه الصغير وودع زوجته الوداع الأخير. ركب سيارة الشرطة وانطلق نحو مصيره.
في الطريق كله من منزله إلى مركز الشرطة، كان الزرقطوني يلقي خطابه الأخير لجلاديه، متوعدًا إياهم بانتقام الشعب، ويلعنهم ويسبهم واصفًا إياهم بالمجرمين. ما إن وصل إلى مركز الشرطة حتى خارت قواه وبدأ يسقط. بدأ السم يفتك بالزرقطوني الذي فضل الموت على أن يخضع لجلسات تعذيب قد تجبره على الإدلاء بمعلومات عن رفاقه.
بمجرد وصوله إلى مركز الشرطة، سقط الزرقطوني. تفاجأ بالزاك وأدرك أن الزرقطوني قد تناول حبة السم دون أن يروه. نقلوه على الفور إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه، لكن فات الأوان. مات الشهيد محمد الزرقطوني كرجل شجاع، كضابط في جيش عظيم، دون أن يمنح عدوه فرصة التمتع بتعذيبه وإذلاله أو إجباره على خيانة رفاقه ووطنه.
هكذا كانت قصة حياة محمد الزرقطوني من البداية إلى النهاية.