المصطفى الجوي – موطني نيوز
في مشهد يثير الأسى والغضب، تحول المسبح البلدي في مدينة بنسليمان، الذي كان يُنظر إليه كمشروع واعد لخدمة المجتمع ومتنفس لساكنة هذه المدينة البائسة، إلى رمز للإهمال وسوء الإدارة. فبعد انتظار دام لأكثر من عقد، افتُتح المسبح أخيرًا للجمهور في صيف 2024، ليغلق أبوابه بعد شهر واحد فقط، تاركًا وراءه أسئلة كثيرة حول جودة البناء وكفاءة الإدارة المحلية.
استغرق بناء المسبح البلدي في بنسليمان أكثر من عشر سنوات ولم يكتمل بعد بعدما صرفت عليه الاموال الطائلة بدون طائل، وهي فترة طويلة بشكل غير عادي لمشروع من هذا الحجم. وعندما افتُتح أخيرًا في صيف 2024، كان الأمل كبيرًا في أن يوفر مكانًا للترفيه والرياضة لسكان المدينة. لكن هذا الأمل تبدد سريعًا مع إغلاق المسبح بعد شهر واحد فقط من تشغيله.
زيارة موطني نيوز للمسبح اليوم تكشف عن صورة مؤلمة لحالة الإهمال الشديد. الباب الرئيسي للمنشأة مكسور ولم يتم إصلاحه، مما يجعل المسبح عرضة للتخريب والسرقة. أما الحالة الداخلية للمسبح، فهي أسوأ بكثير. تظهر لقطات الفيديو المرفقة مع هذا التقرير مشاهد صادمة من التدهور السريع للمرافق، بما في ذلك تسرب المياه، وتلف المعدات، وتراكم النفايات.
يثير هذا الوضع تساؤلات جدية حول جودة المواد المستخدمة في البناء وكفاءة الشركات المكلفة بالتنفيذ. كيف يمكن لمنشأة حديثة البناء أن تتدهور بهذه السرعة؟ ومن المسؤول عن ضمان جودة العمل والإشراف على الصيانة؟
رغم خطورة الوضع، تبدو السلطات المحلية في بنسليمان عاجزة عن التصرف. فالجماعة فشلت في إصلاح حتى الباب الرئيسي للمسبح يثير الشكوك حول قدرتها على إدارة مشاريع أكبر وأكثر تعقيدًا.
إن حالة المسبح البلدي في بنسليمان تستدعي تحقيقًا شاملاً وعاجلاً. يجب محاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال، سواء كانوا من الشركات المنفذة أو من الإدارة المحلية. كما يجب وضع خطة عاجلة لإصلاح المرفق وإعادة تشغيله بشكل صحيح.
لأنه في النهاية، تبقى قضية المسبح البلدي في بنسليمان مثالاً صارخًا على كيفية إهدار الموارد العامة وخيانة ثقة المواطنين. إنها دعوة للمسؤولين وصناع القرار لإعادة النظر في كيفية إدارة المشاريع العامة وضمان جودتها واستدامتها لصالح المجتمع.
وندعوكم لمشاهدة هذا التقرير الذي يكشف الحالة الكارثية للمسبح بالضغط هنا.