المصطفي الجوي – موطني نيوز
في واقعة أثارت استياءً واسعاً وتساؤلات عديدة حول سلامة النقل المدرسي في إقليم بنسليمان، شهدت جماعة شراط ليلة الاثنين الموافق 7 أكتوبر الجاري حادثاً.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها “موطني نيوز” والشريط المصور المرفق، فإن سيارة للنقل المدرسي انحرفت عن مسارها وانتهى بها المطاف في حافة الطريق، مما يثير الشكوك حول أهلية السائق وظروف الحادث.
وعليه فإننا سنطرح على المسؤولين اقتراحين لا ثالث لهما وعليهم اختيار ما يجدونه مناسبا :
الأول: أن يكون السائق في حالة غير طبيعية “مريض” دفعته إلى فقدان السيطرة على المركبة وإغراقها في حافة الطريق.
الثاني: أن السائق غير مؤهل أصلا لهذه المهمة الحساسة، مما يشكل خطراً داهماً على أرواح التلاميذ.
ويطرح هذا الحادث تساؤلات جوهرية حول إجراءات السلامة المتبعة في النقل المدرسي بالإقليم، وعن مدى الرقابة المفروضة على السائقين والمركبات.
والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح، والذي نوجهه إلى رئيس الجماعة ومسؤولي الدرك الملكي وقائد المنطقة هو: ما الذي كانت تفعله هذه السيارة خارج أوقات العمل الرسمية؟ ولماذا لم تعد إلى المرآب المخصص لها فور انتهاء مهمتها اليومية؟
وتزداد المخاوف عندما نقارن هذه الحالة بما يحدث في بوزنيقة، حيث تُستخدم بعض سيارات النقل المدرسي – حسب ما ورد – في أغراض شخصية بعيدة كل البعد عن مهمتها الأساسية.
إن هذه الحادثة تسلط الضوء على ضرورة إجراء مراجعة شاملة لمنظومة النقل المدرسي في الإقليم، بدءاً من آليات اختيار السائقين وتأهيلهم، مروراً بصيانة المركبات وانتهاءً بتشديد الرقابة على استخدامها.
ويبقى السؤال الأهم: متى ستتحرك الجهات المسؤولة لوضع حد لهذه الفوضى التي تهدد سلامة أبنائنا وبناتنا؟ وهل سننتظر وقوع كارثة حقيقية قبل أن نتحرك؟
إن الأمر يتطلب تحركاً عاجلاً وحازماً من قبل السلطات المعنية لضمان سلامة التلاميذ وإعادة الثقة في منظومة النقل المدرسي بأكملها. خاصة وأن جماعة شراط تزخر بمجموعة من المستشارين المؤهلين وفي مستوى تعليمي عال بإستثناء الحاكم طبعا.