المصطفي الجوي – موطني نيوز
في خضم صراع طويل الأمد، تتوالى الاعتداءات الإسرائيلية على دور العبادة الإسلامية في فلسطين، مما يعيد تشكيل مشهد الصراع الطائفي في المنطقة. هذه الاعتداءات ليست وليدة اللحظة، بل هي جزء من استراتيجية متعمدة تهدف إلى تقويض الروح المعنوية للمسلمين والفلسطينيين على حد سواء، عن طريق تدمير المساجد والمقدسات الإسلامية.
استهداف دور العبادة، وخاصة المساجد، يتجلى بشكل واضح في كل عملية عسكرية أو حملة قمعية تشنها إسرائيل. تعرضت العديد من المساجد للقصف والتدمير، في مشهد يعكس رغبة في هدم البنية التحتية الدينية والثقافية للشعب الفلسطيني. المسجد في الثقافة الإسلامية ليس مجرد مكان للصلاة، بل هو مركز للحياة الاجتماعية والتعليمية والدينية. لذلك، فإن تدميره يمثل ضربة قوية للهوية الدينية والثقافية للفلسطينيين.
في ظل هذه الاعتداءات المستمرة، يقف العالم العربي والإسلامي موقف المتفرج، وسط صمت مخزٍ ومذل. يتساءل الكثيرون عن دور الدول العربية والإسلامية في حماية المقدسات الإسلامية والدفاع عن حقوق المسلمين في فلسطين. بدلاً من اتخاذ موقف حازم وواضح، نجد أن العديد من الدول العربية تتبنى سياسات تعاونية أو تطبيعية مع إسرائيل، متجاهلة الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته. هذا الصمت ليس فقط عارًا على هذه الدول، بل هو دعم غير مباشر لإسرائيل في استمرار سياساتها العدوانية.
يتزامن هذا الصمت مع مصالح سياسية واقتصادية تسعى العديد من الدول العربية والإسلامية إلى تحقيقها مع إسرائيل. فعلى الرغم من الجرائم الواضحة، نجد أن التحالفات السياسية والمصالح الاقتصادية تتغلب على الواجب الديني والأخلاقي. هذا الصمت ليس فقط عارًا على هذه الدول، بل هو دعم غير مباشر لإسرائيل في استمرار سياساتها العدوانية.
من جانب آخر، فإن تدمير دور العبادة له تأثيرات نفسية واجتماعية عميقة على المجتمع الفلسطيني. يمثل المسجد رمزًا للوحدة والتماسك المجتمعي، وتدميره يعد محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وإضعاف روح المقاومة لديه. إن الاعتداء على المساجد يعد اعتداءً على الهوية الدينية والثقافية للشعب الفلسطيني، ومحاولة لإعادة تشكيل هذه الهوية وفقًا للمصالح الصهيونية.
وعليه، يتوجب على الدول العربية والإسلامية إعادة النظر في مواقفها وسياساتها تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فالصمت المخزي والمذل لا يخدم إلا المصالح الإسرائيلية، ويجب أن يكون هناك تحرك جاد وحازم لحماية دور العبادة والدفاع عن حقوق الفلسطينيين. إن استمرار هذه الحرب الطائفية دون رد فعل جدي من الدول العربية والإسلامية يعد وصمة عار على جبين الإنسانية، وواجب الجميع التصدي لهذه الجرائم بكل الوسائل الممكنة.