المصطفي الجوي – موطني نيوز
أثار التقرير الأخير للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حول واقع المساواة في مؤسسات التربية الوطنية جدلًا ونقاشًا عموميًا كبيرًا. تركزت النقاشات على الأرقام المثيرة للقلق التي أبرزها التقرير بخصوص تفشي ظاهرة التحرش الجنسي بالتلاميذ.
أرقام صادمة ومقلقة
أبرز التقرير أن أكثر من 30% من التلميذات و37.9% من التلاميذ في المرحلة الابتدائية أفادوا بتعرضهم للتحرش الجنسي. كما أشار إلى أن أكثر من عُشر التلميذات في المرحلتين الإعدادية والتأهيلية كن ضحايا لعلاقات جنسية قسرية. وأوضح التقرير تفشي العنف الرقمي بين التلاميذ، بما في ذلك نشر الصور الحميمية على شبكات التواصل الاجتماعي.
التدهور القيمي والأخلاقي
يرى العديد من الفاعلين أن هذه الأرقام تعكس التدهور الأخلاقي والقيمي في المجتمع المغربي. أشار سعيد كشاني، رئيس الكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، إلى أن “الأرقام المؤسفة الواردة في التقرير نتيجة للتدهور الأخلاقي والقيمي للمجتمع المغربي، وهو مظهر واحد من مظاهر التحلل المجتمعي”.
وأضاف كشاني أن “تفشي العنف والتحرش في المدرسة المغربية مؤشر واضح على تدني الدور التربوي للمدرسة، حيث تراجعت عن القيام بمهام التوعية والتربية الأخلاقية”. وأكد على ضرورة معالجة محيط المؤسسات التعليمية غير الآمنة، ودعا إلى توفير كاميرات المراقبة وإجراء دوريات أمنية مستمرة حول المدارس.
تأثيرات نفسية واجتماعية خطيرة
من جهتها، اعتبرت بشرى عبده، رئيسة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، أن الأرقام الصادرة عن التقرير صادمة ومخيفة، وتستدعي رد فعل فوري من وزارة التربية الوطنية. وشددت على ضرورة فتح نقاش مجتمعي كبير حول كيفية إيقاف العنف والتحرش داخل المؤسسات التعليمية.
دور المدرسة في التربية
ترى عبده أن “المشكلة الحالية تتطلب تربية الجيل الحالي على قيم جديدة، ويجب أن تتعاون المدرسة مع باقي وسائط التنشئة الاجتماعية، بما في ذلك الإعلام والأسرة”. وأضافت أن “المؤسسات التعليمية يجب أن تعتمد مناهج تعليمية مبنية على القيم الإنسانية وتدمج مواد تهتم بالجانب القيمي في الامتحانات الإشهادية”.
وبالتالي يؤكد التقرير على الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير عاجلة لحماية التلاميذ من العنف والتحرش في الوسط المدرسي. ومن الضروري أن تتعاون جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك وزارة التربية الوطنية والأسر والهيئات الأمنية، لضمان بيئة تعليمية آمنة ومحفزة للتلاميذ.
ولمن فاته قراءة هذا التقرير المرجو الضغط أسفله.