المصطفي الجوي – موطني نيوز
في خضم التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، برز سؤال محوري يشغل المحللين العسكريين والمراقبين الدوليين : هل تمتلك الصواريخ الإيرانية القدرة على تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتطورة؟ وما مدى فعالية الطائرات الحربية الإسرائيلية في مواجهة هذا التهديد الصاروخي المتنامي؟ في هذا التحليل المعمق، نستعرض القدرات العسكرية لكلا الجانبين، مسلطين الضوء على التطورات التكنولوجية الأخيرة والتداعيات الاستراتيجية المحتملة.
فالترسانة الصاروخية الإيرانية تعتبر تحدي قوي للسرعة والمدى، وأتحدث هنا عن الصواريخ فوق الصوتية والتي تعتبر نقلة نوعية في القدرات الهجومية.
حيث يمثل إعلان الحرس الثوري الإيراني عن استخدام صواريخ باليستية تفوق سرعة الصوت لأول مرة تطوراً لافتاً في ميزان القوى الإقليمي. هذه الصواريخ، التي تتجاوز سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت (حوالي 6100 كم/ساعة)، تشكل تحدياً كبيراً لأنظمة الدفاع الجوي التقليدية. الصاروخان “فاتح-1” و”فاتح-2″، بمداهما البالغ 1400 كم، يمنحان إيران قدرة ضرب استراتيجية هامة.
فعندما نقول تنوع الترسانة الصاروخية الإيرانية نعني انها تمتلك مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية، تتراوح مداها بين 300 كم و4000 كم منها :
1. شهاب 3: مدى يصل إلى 1300 كم، مع قدرة حمل رأس حربي يزن 1200 كغ.
2. خيبر شكان: مدى 1450 كم، برأس حربي 650 كغ.
3. قدر-110: مدى 2000 كم، ورأس حربي 800 كغ.
4. سجيل: مدى 4000 كم، مع رأس حربي 700 كغ.
بالإضافة إلى صواريخ أخرى مثل خرمشهر 4 وعماد وبوه وحاج قاسم ودزفول، والتي تتراوح مداها بين 1000 كم و2000 كم.
هذا التنوع في المدى والقدرات يمنح إيران مرونة تكتيكية واستراتيجية كبيرة، مما يجعل من الصعب على أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية التعامل مع جميع هذه التهديدات بفعالية.
أما بخصوص القوة الجوية الإسرائيلية وما تمتلكه من تكنولوجيا متقدمة وخبرة عملياتية فنتحدث هنا عن طائرات حربية متطورة يعتمد عليها سلاح الجو الإسرائيلي بشكل أساسي منها طائرات أمريكية الصنع، مع بعض التعديلات المحلية:
1. F-15 Eagle: سرعة قصوى 2.5 ماخ، مع قدرات تفوق جوي عالية.
2. F-15E Strike Eagle: نسخة متخصصة للقصف الجوي.
3. F-16 Fighting Falcon: سرعة قصوى 2 ماخ، مع أنظمة إلكترونية متقدمة.
4. F-35 Lightning II: مقاتلة شبحية بسرعة قصوى 1.6 ماخ، تعتبر الأكثر تطوراً في الأسطول الإسرائيلي.
5. IAI Kfir: طائرة محلية الصنع بسرعة قصوى 2.3 ماخ.
لهذا فالكلام عن التفوق التكنولوجي والخبرة العملياتية نجد أن القوات الجوية الإسرائيلية تتميز بتفوقها التكنولوجي وخبرتها العملياتية الواسعة. فالطائرات الشبحية مثل F-35 تمنح إسرائيل قدرة على التسلل والضرب بدقة عالية، في حين توفر طائرات مثل F-15 و F-16 قدرات قتالية جوية وأرضية متعددة الأدوار.
و تحليل المواجهة بين الصواريخ مقابل الطائرات فإننا نجد سرعة الاستجابة والقدرة على المناورة، بينما تتفوق الصواريخ الباليستية في السرعة القصوى، خاصة الصواريخ فوق الصوتية، تتميز الطائرات الحربية بقدرتها على المناورة والتكيف مع الظروف المتغيرة في ساحة المعركة. الطائرات يمكنها تغيير مسارها وأهدافها في منتصف المهمة، في حين أن الصواريخ الباليستية تكون محددة المسار بمجرد إطلاقها.
أما القدرة على الاختراق والبقاء فالصواريخ الباليستية، خاصة الفرط صوتية منها، تشكل تحدياً كبيراً لأنظمة الدفاع الجوي بسبب سرعتها العالية وقدرتها على المناورة في المراحل النهائية من طيرانها. ومع ذلك، فإن الطائرات الشبحية مثل F-35 لديها قدرة فريدة على التسلل والبقاء في الأجواء المعادية لفترات أطول.
أما الدقة و حجم الذخيرة فالطائرات الحربية الحديثة تتفوق في الدقة وقدرتها على حمل مجموعة متنوعة من الأسلحة، مما يمنحها مرونة أكبر في استهداف مجموعة واسعة من الأهداف. أما الصواريخ الباليستية، رغم قوتها التدميرية الكبيرة، قد تكون أقل دقة في بعض الحالات.
لنستنتج أن سباق التطور المستمر، لا يمكن تحديد “الفائز” بشكل قاطع في هذه المواجهة التكنولوجية. كل من الصواريخ الإيرانية والطائرات الإسرائيلية لديها نقاط قوة وضعف. التفوق في ساحة المعركة سيعتمد على عوامل متعددة، بما في ذلك الاستراتيجية، والتكتيكات، وفعالية أنظمة الدفاع الجوي، والقدرة على جمع المعلومات الاستخباراتية في الوقت الفعلي.
وما يمكن استنتاجه هو أن هذا السباق التكنولوجي سيستمر في دفع كلا الجانبين نحو مزيد من الابتكار والتطوير. إيران ستواصل تحسين قدراتها الصاروخية، بينما ستستمر إسرائيل في تعزيز قوتها الجوية وأنظمة دفاعها الصاروخي. هذا التنافس المستمر سيكون له تأثير كبير على الديناميكيات الاستراتيجية في المنطقة، مما يجعل من الضروري للمجتمع الدولي مراقبة هذه التطورات عن كثب والعمل على الحد من مخاطر التصعيد العسكري.