المصطفي الجوي – موطني نيوز
في قلب إقليم بنسليمان، تتفاقم أزمة النقل العمومي بين الجماعات، رغم الجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية والوطنية. فبالرغم من التمديد لسنة إضافية لخدمات النقل الحالية، وقرار وزارة الداخلية بشراء حوالي أربعين حافلة جديدة وممتازة، إلا أن جوهر المشكلة يبقى عالقاً دون حل.
مؤسسة “ارتقاء”، المكلفة بتدبير قطاع النقل في الإقليم، تجد نفسها في مواجهة تحديات هيكلية تتجاوز مجرد توفير العتاد. فالإشكالية الحقيقية، كما يرى العديد من المراقبين والمتتبعين لهذا الملف، تكمن في عدم انضمام المؤسسة إلى مؤسسة التعاون بين جماعات البيضاء.
هذا الوضع يضع الإقليم في موقف صعب، إذ يشبه امتلاك “جواز سفر بدون تأشيرة”. فما الفائدة من امتلاك أسطول حديث من الحافلات إذا كانت غير قادرة على اختراق حدود عمالة المحمدية المجاورة؟ “حدو القنطرة” هذا القيد يحد بشكل كبير من فعالية شبكة النقل ويحرم سكان الإقليم وعلى رأسهم جيوش الطلبة من ربط حيوي مع محيطهم الحضري الأوسع.
هذا و يرى خبراء في قطاع النقل أن الحل يكمن في انضمام مؤسسة “ارتقاء” والجماعات المعنية – خاصة بنسليمان، المنصورية، وبوزنيقة – إلى مؤسسة التعاون بين جماعات البيضاء. هذه الخطوة من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة لتوسيع شبكة الخطوط وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
إن حل أزمة النقل في بنسليمان يتطلب رؤية شمولية تتجاوز مجرد اقتناء حافلات جديدة. فالتحدي الحقيقي يكمن في إيجاد إطار تنظيمي وإداري يسمح بالاستفادة القصوى من الموارد المتاحة، وضمان تكامل خدمات النقل مع المناطق المجاورة وأعني المحمدية.
ليبقى السؤال مطروحاً: هل ستتمكن السلطات المحلية والمؤسسات المعنية من تجاوز العقبات البيروقراطية والإدارية لتحقيق انفراجة حقيقية في أزمة النقل بالانضمام لمؤسسة التعاون بين جماعات البيضاء ؟ إن مستقبل التنقل والتنمية في إقليم بنسليمان يعتمد على الإجابة عن هذا السؤال.