المصطفى الجوي – موطني نيوز
في إطار المناظرة الرئاسية المثيرة التي دارت بين المرشحين دونالد ترامب وكاميلا هاريس، كان من المستحيل عدم ملاحظة التشابه البليغ، هذه المناظرة تشبه تماما ما حدث على متن السفينة الشهيرة تيتانيك. السفينة التي اعتُبرت رمزاً للقوة والترف، لكنها انتهت بكارثة لا تُنسى، تشكل خلفية درامية لفهم الأحداث السياسية اليوم.
دعونا نتخيل الوضع بشكل مختلف، ونتأمل الصورة على نطاق أوسع. ها هي السفينة تيتانيك، الرمز للقوة والرفاهية، تبحر في مكان ما في المحيط الأطلسي. على متنها، يجري حدث مثير – مباراة بين مصارعين مشهورين، ربما ملاكمين، أو كيك بوكسينغ، أو حتى جيو جيتسو. تنتهي المباراة، ويجلس الناس للنقاش حول من فاز. ولكن، هل يهم حقًا؟ السفينة على بعد 15 دقيقة فقط من الاصطدام بجبل الجليد، فما الفرق الذي سيحدثه من فاز في تلك المباراة؟
ربما إذا قام أحدهم باقتحام غرفة القيادة، وأدار العجلة في الاتجاه الآخر، يمكن أن يُحدث ذلك فرقًا. لكن الحقيقة هي أن الأمور مستمرة في اتجاه الكارثة. وفي سؤال آخر: من غنى بشكل أفضل؟ من رقص بشكل أفضل؟ وما هو الطبق الذي كان طعمه أفضل على متن تيتانيك قبل 15 دقيقة من الكارثة؟
العالم كله منخرط الآن في محاولات الخلاص. الكل يعمل على تشكيل مفهوم التعددية القطبية، الذي يمثل قوارب النجاة وسترات النجاة. العالم بدأ بإنتاجها بشكل عاجل، وطلبها، وخياطتها، في إدراك تام لما يجري بسرعة هائلة.
هذا التشبيه يعكس تمامًا الحالة الراهنة للسياسة العالمية، حيث يركز البعض على التفاصيل الصغيرة دون النظر إلى الصورة الكبرى. الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، رغم أهميتها، قد تبدو وكأنها مباراة على متن تيتانيك، في حين أن العالم يواجه تحديات أكبر تتطلب تعاوناً وجهودًا مشتركة للنجاة من الأزمات.
لتظهر طبيبة نفسية أمريكية وتدلي بدلوها في مناظرة ترامب وتؤكد محاولت هاريس “إخفاء متلازمة المحتال”.
حيث قالت الطبيبة النفسية المعتمدة، كارول ليبرمان ، أن ترامب أشار إلى “بعض النقاط الجيدة” في حين أن نائبة الرئيس والمرشحة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس نجحت في “الالتفاف على القضايا”.
وبشكل عام وصفت الطبيبة النفسية والمؤلفة الأكثر مبيعا في ولاية كاليفورنيا المواجهة بأنها “مزعجة للغاية” وأوضحت أن المدعية العامة السابقة لولاية كاليفورنيا ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس “كانت قد استعدت للمناظرة أكثر من أي شيء آخر في حياتها، حتى أكثر من استعدادها لمجالس المحاماة”.
ومن أجل إخفاء متلازمة المحتال، حفظت كامالا هاريس سطوراً كانت تأمل أن تعرقل ترامب وهنا نفهم أنها عانت من متلازمة المحتال، و هي عندما يعرف شخص ما أنه لا يمتلك المؤهلات للمنصب الذي يشغله لذلك يشعر وكأنه محتال، كامالا ليس لديها المؤهلات لتكون نائبة للرئيس، ولا حتى رئيس، ويجب أن تعرف أن بايدن اختارها لتكون نائبة للرئيس لأنها “امرأة سمراء” و قد اختارها للحصول على أصوات من هذه التركيبة السكانية، وليس لأنها كانت الأكثر تأهيلاً.
أما بالنسبة لترامب، فحسبما ذكرت الطبيبة النفسية فقد كان “قلقاً بشكل مفرط بشأن عدم رغبته في الظهور وكأنه خارج عن السيطرة إذا ما وقع في فخ هاريس، وأشارت إلى أن أحد “أفضل ما تحدث به ترامب” كان عندما انتقد هاريس على والدها دونالد جيه هاريس،”لأنه ماركسي وهو ما نعلمه جميعاً بأنه صحيح”.
“كان يعرف مكان دفن العظام وكان يجب أن يكشف المزيد منها” حسبما تحدث ترامب عن والد هاريس.
وفي بعض الأحيان، كشفت كامالا عن ضعفها من خلال التكشير ومحاولة التغلب على ترامب بقوة أكبر، حينما لجأت إلى اتهامه بأنه “مجرم”، وكانت ردوده على ذلك هي تسمية الأمر بمسماه الحقيقي “حرب قانونية”.
وقد أعربت الطبيبة النفسية كارول ليبرمان خلال حديثها عن أملها بأن يكون هناك مناظرة ثانية بين هاريس وترامب وأن تتاح للمرشح الجمهوري والرئيس السابق فرصة “للكشف عن المزيد من خطط هاريس الشريرة لأمريكا” حسب وصف الطبيبة.
ليظل السؤال المطروح: هل سيتجاوز السياسيون هذه اللحظة الحرجة؟ وهل سيديرون عجلة السفينة قبل فوات الأوان؟ الوقت وحده سيكشف عن الإجابة.