المصطفى الجوي – موطني نيوز
في الآونة الأخيرة، شهدت مدينتنا انتشارًا مقلقًا لظاهرة حراس السيارات غير القانونيين، الذين باتوا يحتلون شوارعنا بدون أي سند شرعي. هذه الظاهرة لم تعد مجرد إزعاج بسيط، بل تحولت إلى مصدر قلق حقيقي للمواطنين، حيث أصبحوا عرضة للنصب والاحتيال على مرأى ومسمع من السلطات المحلية والأمنية.
ما يثير الدهشة والريبة هو الانتشار السريع والغريب لهؤلاء الأشخاص في أرجاء المدينة، مما يدفعنا للتساؤل عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة، وعن دور السلطات في السماح باستمرارها رغم عدم قانونيتها.
ولعل الحادثة التي وقعت اليوم صباح الاحد 8 شتنبر الجاري كذلك، والتي تعرضت فيها سيدة للنصب أمام أطفالها، تجسد بوضوح خطورة الوضع. فقد قام شخص يرتدي “جيلي صفر” بابتزاز السيدة وهي تخرج من المخبزة، مطالبًا إياها بدفع مبلغ مالي دون وجه حق قائلا لها : “خلصيني”. وخوفًا من التعرض لأي إحراج أو اعتداء لفظي أمام أطفالها، اضطرت السيدة لدفع المبلغ رغم أنها لم تتجاوز خمس دقائق في المخبزة.
هذه الحوادث المتكررة تكشف عن حالة من الفساد والتسيب والفوضى التي تعم المدينة. فقد أصبح من السهل على أي شخص عاطل عن العمل أن يشتري “جيلي صفر أو حمر” ويفرض نفسه كحارس للسيارات في أي مكان يختاره، مستغلاً غياب الرقابة وضعف تطبيق القانون.بدليل ان مدينة السيبة اصبحت تعرف تواجد حارس في كل زنقة او شارع وربما حارسين.
ما يزيد الأمر سوءًا هو الشعور المتنامي بأن هذه الفئة تحظى بحماية ودعم من جهات معينة، مما يشرعن أفعالها المخالفة للقانون ويجعلها تتمادى في ممارساتها غير القانونية. ويوما ما ستقوم بتنظيم وقفة احتجاجية لتسوية وضعيتهم أو تعويضهم والايام بيننا.
إن استمرار هذه الظاهرة يؤكد ما سبق وأن قيل عن كون مدينتنا مرتعًا للفساد والتسيب. فبالإضافة إلى مشكلة حراس السيارات غير القانونيين، نشهد حوادث متكررة من التسمم الغذائي، سواء من الحليب الفاسد أو الأكلات الخفيفة، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول فعالية الرقابة الصحية والغذائية والأمنية في المدينة.
وبالتالي، فإن هذه الأوضاع المتردية تستدعي تحركًا عاجلاً وحازمًا من قبل السلطات المعنية لوضع حد لهذه الفوضى، وإعادة الأمن والنظام إلى شوارع المدينة، وحماية المواطنين من الاستغلال والابتزاز. كما أنها تدعو المواطنين إلى رفع أصواتهم والمطالبة بحقوقهم في العيش بأمان وكرامة في مدينتهم.
في ظل هذه الأوضاع المقلقة التي تعيشها مدينة بنسليمان، يبرز دور السيد كمال شتوان، باشا المدينة، كأمل للمواطنين في مكافحة هذه الظواهر السلبية والقضاء عليها. فالسيد شتوان، المعروف بنزاهته وحزمه في تطبيق القانون، يمثل الشخصية المناسبة لقيادة حملة شاملة لإعادة النظام وفرض سيادة القانون في المدينة.
إن سمعة السيد شتوان كمسؤول نظيف لا يخشى لومة لائم في تطبيق القانون، تجعله الشخص الأنسب لمواجهة التحديات الراهنة. فالمطلوب اليوم هو تدخل حاسم وفعال لوضع حد لفوضى حراس السيارات غير القانونيين، ومكافحة ظواهر الفساد والتسيب التي تنخر جسد المدينة.
ندعو السيد كمال شتوان إلى اتخاذ إجراءات فورية وصارمة لحماية المواطنين من الاستغلال والابتزاز، وإعادة الثقة في مؤسسات الدولة. فمدينة بنسليمان وأهلها يستحقون العيش في بيئة آمنة ومنظمة، تحترم فيها القوانين وتصان فيها كرامة المواطن.
إن تدخل السيد الباشا وقيادته لحملة إصلاح شاملة سيكون بمثابة رسالة قوية مفادها أن عهد الفوضى والتسيب قد ولى، وأن المدينة مقبلة على مرحلة جديدة من النظام والانضباط والتنمية المستدامة.
ولنا عودة للموضوع…