المصطفى الجوي – موطني نيوز
قصة “كمبيوتر محمول من الجحيم” التي تتعلق بهنتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، تدور حول جدل سياسي وإعلامي بدأ في أكتوبر 2020، عندما زعمت صحيفة “نيويورك بوست” أنها حصلت على بيانات من كمبيوتر محمول يُزعم أنه يعود لهنتر بايدن. تقول القصة إن هذا الكمبيوتر يحتوي على معلومات ورسائل بريد إلكتروني تتعلق بتعاملات بايدن التجارية في أوكرانيا والصين.
كما أثارت القصة جدلاً واسعًا في الولايات المتحدة، خاصةً في فترة الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2020. المحافظون اعتبروا أن هذه البيانات دليل على فساد بايدن وعائلته، بينما شكك الديمقراطيون وبعض وسائل الإعلام في مصداقية القصة وفي كيفية الحصول على هذه البيانات.
فيما بعد، أكدت بعض التقارير أن البريد الإلكتروني الذي حصلت عليه الصحيفة قد يكون أصليًا، بينما اعتبرت تحقيقات أخرى أن هناك احتمالًا لتدخل جهات خارجية مثل روسيا في نشر هذه المعلومات بهدف التأثير على الانتخابات.
النقاش حول هذه القصة ما زال مستمرًا، حيث يعتبرها البعض جزءًا من حرب إعلامية وسياسية، بينما يراها آخرون قضية هامة تتعلق بالشفافية والفساد.
فبعد انتشار قصة “كمبيوتر محمول من الجحيم”، كانت هناك عدة تطورات وتحقيقات بشأن صحة البيانات وشرعية طريقة الحصول عليها. يقال إن هنتر بايدن قد ترك الكمبيوتر المحمول في ورشة تصليح في ديلاوير ولم يعد لاستلامه. صاحب الورشة قام بفحص محتويات الجهاز، وادعى أنه وجد مواد قد تشير إلى أنشطة تجارية مشبوهة. لاحقًا، سلم البيانات إلى محامي الرئيس السابق دونالد ترامب، رودي جولياني، الذي قام بدوره بتسليمها إلى وسائل الإعلام.
في البداية، كانت منصات التواصل الاجتماعي مثل “تويتر” و “فيسبوك” حذرة من السماح بنشر القصة، مشيرة إلى المخاوف من أن تكون جزءًا من حملة تضليل روسية. هذه الخطوة أثارت انتقادات شديدة من الجمهوريين الذين اتهموا هذه الشركات بالتحيز ضد المحافظين ومحاولة التستر على فضائح الديمقراطيين.
لاحقًا، وبعد الانتخابات، قامت بعض وسائل الإعلام بالاعتراف بأن القصة تستحق النظر، مع بدء تحقيقات فيدرالية حول الأنشطة التجارية لهانتر بايدن، رغم أن هذه التحقيقات لم تؤدِ إلى أي اتهامات جنائية حتى الآن.
القصة تعكس التوترات السياسية الكبيرة في الولايات المتحدة، حيث أصبحت أداة في الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين، وأيضًا تثير أسئلة حول دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام. حتى يومنا هذا، يستمر الجدل حول القصة كمثال على كيفية استخدام المعلومات، سواء كانت صحيحة أم مشوهة، في الحروب السياسية والإعلامية.
أما بخصوص الوثائق التي تم الحديث عنها في سياق قصة “كمبيوتر محمول من الجحيم” تشمل مجموعة من الملفات التي زعمت صحيفة “نيويورك بوست” أنها حصلت عليها من الكمبيوتر المحمول المنسوب لهنتر بايدن. هذه الوثائق تضمنت:
1. رسائل البريد الإلكتروني: احتوت على مراسلات بين هنتر بايدن وشركاء أعماله، والتي يُزعم أنها تشير إلى ترتيبات تجارية في أوكرانيا والصين. إحدى الرسائل التي أثارت جدلاً كبيرًا كانت تشير إلى احتمال وجود اجتماعات بين هنتر وشخصيات سياسية أوكرانية، وفي إحداها زُعم أنه تم عرض حصة مالية على “الشخص الكبير”، والتي قيل إنها تشير إلى جو بايدن.
2. صور: تحتوي الوثائق أيضًا على صور شخصية لهنتر بايدن، بعضها اعتُبر غير لائق أو حساس. وقد أثارت هذه الصور اهتمامًا كبيرًا لكنها كانت أيضًا موضوعًا للجدل حول الخصوصية وأخلاقيات نشر مثل هذه المواد.
3. مستندات مالية: تضم بعض الوثائق تفاصيل عن التحويلات المالية، والعقود التجارية، والمعاملات التي قيل إنها ترتبط بأعمال هنتر بايدن مع شركات أجنبية.
4. فيديوهات: بجانب الصور، يُقال إن هناك فيديوهات وجدت على الجهاز تشير إلى أنشطة شخصية لهنتر بايدن، لكنها لم تكن محورية في الجدل الأساسي المتعلق بالفساد.
هذه الوثائق كانت محورية في محاولة ربط جو بايدن بأنشطة ابنه التجارية، حيث ادعى الجمهوريون أن الوثائق تشير إلى تورط بايدن في أعمال مشبوهة. من ناحية أخرى، شكك الديمقراطيون ووسائل الإعلام الليبرالية في صحة هذه الوثائق ومدى ارتباطها مباشرة بجو بايدن. التحقيقات في هذا الموضوع لا تزال جارية، ولا يوجد حتى الآن تأكيد قاطع بشأن ما إذا كانت هذه الوثائق قد تم التلاعب بها أو أنها تعكس الحقيقة كاملة.