المصطفى الجوي – موطني نيوز
كما ذكر و معلوم عند كل فصل صيف، يتوجه آلاف المواطنين إلى الشواطئ بحثًا عن الراحة والاستجمام. لكن ما يواجههم على شاطئ بوزنيقة الساحر يثير الكثير من علامات الاستفهام والقلق.
فبدلاً من المنظر الخلاب للرمال الذهبية والمياه الزرقاء، يصطدم الزوار بمشهد فوضوي من المظلات والكراسي البلاستيكية المتناثرة على امتداد الشاطئ وكأننا بمرسم “شراگة”. هذا المشهد المقلق لا يقتصر على التلوث البصري فحسب، بل يمتد إلى تراكم النفايات التي تهدد النظام البيئي الهش للمنطقة الساحلية.
وفي تحقيق ميداني أجريناه، تبين أن هذه الظاهرة ليست عشوائية كما قد يبدو للوهلة الأولى. بل هي نتيجة لنشاط تجاري منظم، حيث يقوم أصحاب هذه “التجارة” بفرض تسعيرة موحدة تتراوح بين 80 و100 درهم مقابل مظلة ومائدة وثلاثة كراسي، مع زيادة السعر تبعًا لعدد المستلزمات الإضافية.
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: لماذا تتغاضى الجماعة المحلية عن تحصيل مداخيل من هذا النشاط، خاصة وأن هناك إمكانية لتنظيمه على غرار مواقف السيارات؟ هل يعود ذلك لأهداف انتخابية أم هو مجرد إهمال إداري؟
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو وجود ما يشبه “اللوبي” الذي يسيطر على هذا النشاط. فمحاولات المواطنين العاديين للانخراط في هذا العمل تواجه بالرفض، وأحيانًا بالتهديد. بل إن بعض المصادر تشير إلى تواطؤ محتمل من قبل بعض الأشخاص في حماية هذا النشاط غير المنظم والمستفيدين منه جيدا فلا أحد يتحرك أو حتى يجبرهم على التراجع للخلف وافساح المجال امام العموم، والدليل غياب دوريات الدرك الملكي والقوات المساعدة باستثناء دورية محتشمة تمر في اخر اليوم حتى حدود الساعة الخامسة بعد العصر، الاولى مكونة من ثلاثة عناصر قوات مساعدة وعنصرين من الخيالة تابعة للدرك الملكي.
ومما يزيد الأمر تعقيدًا، أن كل واحد من هؤلاء “المحتلين” للشاطئ يمتلك ما لا يقل عن 100 كرسي وأكثر من 60 مائدة ومظلة، مما يشير إلى حجم الاستثمار في هذا النشاط غير المقنن.
في غياب أي رقابة، تبقى قضية شاطئ بوزنيقة نموذجًا صارخًا لضرورة إعادة النظر في تنظيم الشواطئ المغربية. فالحاجة ملحة لإيجاد توازن بين حق المواطنين في الاستمتاع بالشواطئ العامة، وبين تنظيم الأنشطة التجارية بشكل يضمن الشفافية والعدالة، ويحافظ على جمالية وبيئة هذه الثروة الطبيعية الثمينة.
إن الحل يكمن في تضافر جهود كل من السلطات المحلية والجماعة والأمن لوضع إطار قانوني وتنظيمي يضمن استفادة الجميع من هذه الموارد الطبيعية، مع الحفاظ على نظافتها وجماليتها للأجيال القادمة.ولمن يدعي المثالية ويتشدق بعبارة “خليهم يترزقو بغيتيهم يمشيو يسرقو” اقول له “جيب حتى انت كراسى وطوابل وجي ترزق” أقسم بالله ليمزقونك ويكسرون كراسيك على رأسك، جرب فلن تخسر شيء. أليس من حقك حتى أنت كذلك ان يكون لك دخل مهم في هذا الصيف؟! جرب.