المصطفى الجوي – موطني نيوز
مع اقتراب الذكرى الثالثة للقطيعة الدبلوماسية بين تونس والمغرب، تلوح في الأفق بوادر أمل لإعادة العلاقات بين البلدين إلى مجراها الطبيعي. فبعد فترة من التوتر والجمود، بدأت تظهر إشارات إيجابية من كلا الجانبين، مما يثير التساؤل: هل حان الوقت لطي صفحة الخلاف وفتح صفحة جديدة من التعاون؟
منذ غشت 2021، عندما قررت تونس استدعاء سفيرها من الرباط واستقبال زعيم جبهة البوليساريو، دخلت العلاقات المغربية التونسية في نفق مظلم. وعلى مدى العامين الماضيين، شهدت العلاقات بين البلدين توترًا ملحوظًا، مما أثر سلبًا على التعاون الاقتصادي والثقافي بينهما.
لكن مؤخرًا، بدأت تظهر مؤشرات على رغبة متبادلة في تجاوز هذه الأزمة. فقد صرح مسؤولون من كلا البلدين بأهمية استعادة العلاقات الدبلوماسية، مشيرين إلى المصالح المشتركة والروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين المغربي والتونسي.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور سمير الصياد، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة تونس: “إن استمرار القطيعة الدبلوماسية لا يخدم مصالح البلدين. فالمغرب وتونس تربطهما علاقات تاريخية وثقافية عميقة، والتعاون بينهما ضروري لمواجهة التحديات الإقليمية المشتركة.”
من جانبه، يرى بعض المحللين، أن “الوقت قد حان لتجاوز الخلافات وإعادة بناء جسور الثقة. فالبلدان بحاجة إلى بعضهما البعض في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه المنطقة.”
ومع ذلك، تبقى هناك عقبات يجب تجاوزها قبل استعادة العلاقات بشكل كامل. فموقف تونس من قضية الصحراء المغربية لا يزال يمثل نقطة خلاف رئيسية. كما أن التطورات السياسية الداخلية في كلا البلدين قد تؤثر على سرعة وفعالية عملية إعادة التقارب. رغم مغازلة تونس للمغرب مؤخرا.
ومع اقتراب الذكرى الثالثة للقطيعة، يتطلع المراقبون إلى خطوات ملموسة من قبل القيادتين في الرباط وتونس. فهل سنشهد في الأشهر القادمة مبادرات دبلوماسية جادة لإعادة العلاقات إلى طبيعتها؟ وما هي التنازلات التي قد يقدمها كل طرف لتحقيق هذا الهدف؟
يبدو أن هناك إرادة متزايدة لتجاوز الخلافات وإعادة بناء العلاقات بين المغرب وتونس. ومع ذلك، فإن الطريق إلى المصالحة الكاملة قد يكون طويلاً ومليئًا بالتحديات. خاصة وأن جارة السوء التي حشرنا الله معها في الجوار لن تلين ولن تستكين في كل ما يتعلق بالمغرب باعتباره شوكة في حلق النظام الجزائري.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستنجح الدبلوماسية في إنهاء هذه القطيعة وفتح صفحة جديدة من التعاون بين البلدين الشقيقين رغم أنف الكابرنات؟