المصطفى الجوي – موطني نيوز
يواجه مسار المفاوضات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين تحديات جسيمة هذه الأيام، وذلك بسبب الخلاف المستمر حول ملف ممر فيلادلفيا المحصن على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الكرة الآن في ملعب حركة حماس، بعد أن وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على “اقتراح وسطي” لتبادل الأسرى مقابل وقف إطلاق النار. إلا أن حماس انتقدت بشدة هذا القرار، مطالبة بالعودة إلى مسودة اتفاق تستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي في يونيو الماضي.
ويعتبر ممر فيلادلفيا جوهر النزاع الحالي، حيث تصر إسرائيل على السيطرة الدائمة عليه، بالإضافة إلى معبر رفح ومحور نتساريم، وهو ما اعتبرته حماس دليلاً على سعي نتنياهو لإفشال جهود الوسطاء والإطالة في أمد الصراع. وقد أكد بلينكن دعم واشنطن لموقف تل أبيب بهذا الشأن.
وتعتبر السيطرة على ممر فيلادلفيا هدفًا استراتيجيًا طويل الأمد لإسرائيل، التي تريد بناء جدار ضخم هناك بحجة ردع جهود تهريب الأسلحة من قبل حماس. ويرى حلفاء حماس أن هذا الجهد محاولة أخرى من إسرائيل لفرض “حصار” و”خنق” على قطاع غزة.
ورفضت مصر باستمرار سيطرة إسرائيل على منطقة الحدود، محذرة من أنها تقوض أسس اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979. وأكد مصدر مصري رفيع المستوى أن القاهرة ستلتزم بمطالبها بانسحاب إسرائيلي كامل من ممر فيلادلفيا ومعبر رفح.
ويبدو أن المفاوضات الجارية لا تزال عالقة بسبب هذا الملف الشائك، إذ عاد المفاوضون الإسرائيليون من مصر يوم الاثنين دون التوصل إلى اتفاق. وتخطط إسرائيل لمحاولة جديدة هذا الأسبوع بإرسال وفود أمنية إلى مصر، فيما سيتوجه وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إلى مصر ثم قطر للمزيد من المشاورات.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبدو أن ممر فيلادلفيا قد يكون نقطة خلاف حاسمة قد تؤدي إلى تدمير عملية السلام برمتها إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط مقبول من جميع الأطراف في المرحلة المقبلة.
وللمعلومة، ممر فيلادلفيا، وهو حدود محصنة بطول 14 كم وعرض 100 متر بين غزة ومصر، هو جوهر النزاع. “حماس” استنكرت مطالبة تل أبيب بالسيطرة الدائمة على الممر، بالإضافة إلى معبر رفح ومحور نتساريم، معتبرة هذه المطالب دليلا على سعي نتنياهو لإفشال جهود الوسطاء وإطالة أمد الصراع. في حين اعرب بلينكن عن دعم واشنطن لموقف تل أبيب بشأن الممر، بحسب ما أفاد به مسؤول إسرائيلي لوسائل الإعلام. وهو ما سيقوض اي جهود للسلام بالمنطقة واطالة امد الحرب بغرض حماية نتنياهو و حكومته من المتابعة القضائية محليا ودوليا لضلوعه في جرائم حرب وابادة.