المصطفى الجوي – موطني نيوز
في خطوة من المؤكد أنها ستثير جدلاً واسعًا داخل الأوساط التعليمية بإقليم بنسليمان، تم الترخيص لـ 176 أستاذًا وأستاذة تابعين للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالمشاركة في الإحصاء الوطني داخل الإقليم، إلى جانب 10 أساتذة آخرين من خارج الإقليم، ليصل بذلك العدد الإجمالي للأساتذة الذين سيغيبون عن الدخول المدرسي لهذه السنة إلى 186 أستاذًا وأستاذة.
وتأتي هذه المشاركة الواسعة في إطار العملية الوطنية للإحصاء التي تشرف عليها السلطات، مما سيؤدى إلى تعثر انطلاق الموسم الدراسي بالنسبة لهؤلاء الأساتذة. ورغم تفهم البعض لأهمية هذه العملية الوطنية في جمع البيانات الضرورية للتخطيط والسياسات العامة، إلا أن الغياب الكبير لعدد من الأساتذة أثار مخاوف لدى الأسر والتلاميذ حول تأثيره على سير العملية التعليمية في الإقليم. هذا اذا أخذنا بعين الاعتبار ان حوالي 7440 تلميذ وتلميذة سيحرمون من مواكبة الدروس طيلة شهر شتتبر، وحتى لو قامت الوزارة بفرض توزيع التلاميذ على باقي الاقسام وهنا سنسقط في فخ الاكتضاض اي ان القسم سيتجاوز حمولته الزائدة اصلا بنسبة 70 %.
وفي انتظار الحصول على معطيات أكثر دقة من طرف المنسق الإقليمي لعملية الإحصاء، يبقى التساؤل مطروحًا حول كيفية تدارك هذا الغياب وتأمين استمرارية التعليم داخل المؤسسات المتضررة. كما أن هذا الوضع يدعو الجهات المسؤولة إلى التفكير في حلول بديلة لضمان عدم تأثر التلاميذ وتعويض الأساتذة المتغيبين. خاصة وان السنة الدراسية الحالية ستنطلق بتاريخ 4 شتنبر 2024.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الغياب لا يشمل فقط أساتذة التعليم الابتدائي، بل يمتد ليشمل أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي، مما يزيد من حجم التأثير المتوقع على مستوى التحصيل الدراسي للتلاميذ في مختلف المستويات التعليمية.
وفي خضم هذه التطورات، يظل الأمل معقودًا على أن يتم تدارك الموقف في أقرب وقت، سواء من خلال إعادة توزيع الموارد البشرية داخل المؤسسات التعليمية، أو عن طريق البحث عن بدائل مؤقتة لضمان انطلاق الموسم الدراسي بشكل سليم ودون تأثيرات سلبية على التلاميذ.