المصطفى الجوي – موطني نيوز
في تحقيق صادم كشفته “موطني نيوز”، تبين أن الأزمة الصحية في بنسليمان أعمق وأخطر مما كان يُعتقد. فـ”وادي لغبار”، الذي يُفترض أنه مصدر الحياة للمزارع المحيطة، تحول إلى قناة لنقل الموت البطيء إلى موائد المواطنين.
حيث يستخدم المزارعون في منطقة “السفيرجلة” مياه الصرف الصحي من “وادي لغبار” لري محاصيل أساسية كالبطاطس والطماطم، وهي منتجات تجد طريقها إلى أسواق المدينة وخارجها. لكن الكارثة لا تقف عند هذا الحد، إذ يتم استخدام هذه المياه الملوثة أيضًا لري علف الماشية، مما يعني أن التلوث يصل إلى المستهلك عبر اللحوم والألبان أيضًا.
والأدهى من ذلك، أن مياه “وادي لغبار” لا تحتوي فقط على مخلفات الإنسان والحيوان، بل تمتزج أيضًا بنفايات طبية خطيرة. فقد كشف التحقيق أن مركز تصفية الكلى بالمستشفى الإقليمي يتخلص من الدماء الملوثة في حفرة، يتم تفريغها بشكل دوري في “الواد الحار” والتي تتجه نحو الوادي الملعون. هذا يعني أن المحاصيل تُروى بمزيج من مياه الصرف الصحي والنفايات الطبية الخطرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح : أين تذهب باقي مخلفات المستشفى الإقليمي ومراكز تصفية الدم الخاصة في المدينة؟ ولماذا هذا الصمت المريب من قبل الجهات المعنية؟
إن هذه الممارسات لا تشكل فقط خرقًا فاضحًا للقوانين البيئية والصحية، بل هي جريمة في حق صحة المواطنين. فالآثار الصحية لاستهلاك منتجات مروية بمياه ملوثة بالدماء والبراز والمخلفات الطبية من عمليات جراحية بهذا الشكل قد تكون كارثية على المدى الطويل، من أمراض معدية إلى أمراض مزمنة وحتى السرطان.
إن الجمعيات الحقوقية والأحزاب السياسية في الإقليم مدعوة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، للتحرك العاجل ووضع حد لهذه الممارسات الخطيرة. فالسكوت عن هذه الجريمة البيئية والصحية يجعل الجميع شركاء في المسؤولية.
ختامًا، نؤكد في “موطني نيوز” أن تحقيقاتنا مستمرة لكشف المزيد من تفاصيل هذه القضية الخطيرة. ونطالب بفتح تحقيق رسمي عاجل، ومحاسبة كل المتورطين في هذه الجريمة البيئية والصحية التي تهدد حياة آلاف المواطنين.
وما خفي أعظم وللحديث بقية…