المصطفى الجوي – موطني نيوز
قال وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، إن مصالح وزارته وجهت تعليمات “صارمة” في الأيام القليلة الماضية، للولاة والعمال قصد “توفير النظافة والأمن بالشواطئ، ومحاربة جميع أشكال التشويش التي تحصل داخلها”.
وأضاف الوزير في جوابه بتاريخ يوم الثلاثاء 28 مايو 2024، عن أسئلة شفوية بمجلس المستشارين: “أنتم تعرفون أن الشواطئ تشهد مجموعة من السلوكات التي لا معنى لوجودها في شواطئنا، والسادة الولاة والعمال تم تحسيسهم للقيام باللازم للقطع مع هذه السلوكات، دون أن أدخل في التفاصيل. يجب أن تكون الشواطئ محترمة ومفتوحة وتصبح مراكز استقطاب للسياح”.
إلى حد هذا الكلام، الأمور سليمة ومنطقية، وهذا هو الكلام الصحيح الذي يجب أن يصدر عن مسؤول حكومي رفيع. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لمن وجه وزير الداخلية كل هذا الكلام؟ ومن هي الجهة التي تم تحسيسها بهذه المظاهر المشينة والمشوشة على حد وصف الوزير؟ وما هو مصير تلك التعليمات الصارمة؟ وماذا أُنجز من كل ما سبق ذكره إلى حدود الساعة؟
يؤسفني أن أقول لكم، إن كلام وزير الداخلية ذهب مع الريح، وإن التعليمات الصارمة لم تحرك في الولاة ولا العمال شيئًا، أما الحصيلة فصفر وللأسف الشديد، لأن شواطئنا تحكمها مافيا خطيرة. مافيا تزاوج بين النفوذ والسلطة، مافيا لا تعترف بالتعليمات الصارمة لوزير الداخلية ولا حتى بالولاة والعمال، والدليل هو ما تعيشه اليوم شواطئنا.
هذه المافيا التي يترأسها أصحاب كراء المظلات ومن يحميهم ومن يرخص لهم ومن يفتح لهم شواطئ المغاربة لتكون ملكًا لهم لا لغيرهم. فعند زيارتك لأي شاطئ من طنجة وحتى لگويرة إلى السعيدية ستجد السلطة المحلية هي من تحمي هذه الفئة والأسباب معروفة، بل الأنكى من كل هذا أن نفس السلطة التي من المفروض فيها حسب التعليمات الصارمة لوزير الداخلية تجدها تسلط سيفها على رقاب كل من يحتج من المواطنين على أصحاب كراء المظلات واحتلال الشواطئ، بدل تطبيق القانون وجعل الشواطئ مفتوحة لجميع المغاربة وإبعاد مافيا كراء المظلات عن احتلال الصفوف الأمامية للشواطئ المغربية، والأمثلة كثيرة.