المصطفى الجوي – موطني نيوز
تعد مدينة صنعاء القديمة في اليمن واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، وتحمل في طياتها تاريخًا عريقًا يمتد لآلاف السنين. وفقًا للروايات التاريخية والأسطورية، يُعتقد أن أصول المدينة تعود إلى عهد سام بن نوح، مما يجعلها من أوائل المستوطنات البشرية بعد الطوفان المذكور في النصوص الدينية.
عُرفت المدينة قديمًا باسم “آزال”، نسبة إلى آزال بن هود الذي يُقال إنه أعاد بناءها. وتشير بعض الروايات إلى أن سكان المدينة استقبلوا قوم هود أثناء ما يُعرف بعاصفة قوم عاد، مما يربط تاريخ المدينة بالقصص القرآنية والتراث الإسلامي.
ومن المثير للاهتمام أن صنعاء القديمة تُصنف أحيانًا كأقدم مدينة في العالم، متقدمة حتى على مدينة أريحا في فلسطين، التي تُعتبر عمومًا من أقدم المدن المأهولة باستمرار في العالم.
ما يثير الدهشة حقًا هو الطابع المعماري الفريد لصنعاء القديمة. فعلى الرغم من أنها بُنيت، حسب الروايات، دون وجود مهندسين أو معماريين بالمفهوم الحديث، إلا أنها ظلت صامدة لآلاف السنين. هذا الأمر يشهد على براعة البناؤون القدماء وقدرتهم على تشييد هياكل متينة باستخدام مواد وتقنيات محلية.
ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن العديد من هذه المعلومات تستند إلى روايات تاريخية وأسطورية، وقد تحتاج إلى مزيد من البحث والتحقق العلمي. فالتأريخ الدقيق لنشأة المدن القديمة غالبًا ما يكون موضوعًا للنقاش بين المؤرخين وعلماء الآثار.
لتبقى مدينة صنعاء القديمة شاهدًا حيًا على عراقة الحضارة اليمنية وعمق تاريخها. وبغض النظر عن دقة التفاصيل التاريخية، فإن أهميتها الثقافية والتاريخية لا تقبل الجدل، مما يجعلها كنزًا عالميًا يستحق الحفاظ عليه ودراسته بعمق.