المصطفى الجوي – موطني نيوز
في تطور دراماتيكي يهز أركان السلطة في بنغلاديش، أفادت تقارير إعلامية باستقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة ومغادرتها البلاد اليوم الإثنين 5 غشت 2024، وسط احتجاجات شعبية واسعة النطاق تطالب برحيلها. هذا التطور المفاجئ يأتي بعد أسابيع من الاضطرابات العنيفة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 300 شخص.
وفي خطوة تصعيدية، اقتحم آلاف المحتجين مقر رئيسة الوزراء في العاصمة دكا، في مشهد بثته قناة “بنغلاديش 24” على الهواء مباشرة، مظهرة حشودًا تلوح للكاميرات في ابتهاج واضح. هذا الحدث يعكس حجم الغضب الشعبي وفقدان السيطرة الحكومية على زمام الأمور.
في غضون ذلك، أعلن قائد جيش بنغلاديش عن إجراء محادثات لتشكيل حكومة مؤقتة، مما يشير إلى احتمال تدخل المؤسسة العسكرية في المشهد السياسي. هذا الإعلان يأتي في وقت حساس، حيث يستعد القائد العسكري وقر زمان لمخاطبة الأمة، وفقًا لما صرح به متحدث عسكري.
في المقابل، حذر نجل حسينة، سجيب واجد جوي، في منشور على فيسبوك من خطورة السماح لأي “حكومة غير منتخبة” بالوصول إلى السلطة، داعيًا قوات الأمن إلى منع أي انقلاب على حكم والدته. وأكد جوي أن التقدم الذي أحرزته بنغلاديش سيكون في خطر إذا أُرغمت والدته على التنحي.
الأحداث الأخيرة أثارت قلق المجتمع الدولي، حيث شدد مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك على “وجوب وضع حد للعنف المروع في بنغلاديش”، معربًا عن قلقه من احتمال وقوع المزيد من الخسائر البشرية.
وتجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات، التي بدأت كحركة ضد نظام الحصص في وظائف الخدمة المدنية، سرعان ما تحولت إلى حركة مناهضة للحكومة على نطاق واسع، مطالبة باستقالة رئيسة الوزراء البالغة من العمر 76 عامًا. وقد شهدت البلاد أعمال عنف واسعة النطاق، بما في ذلك اشتباكات بين المتظاهرين وأنصار الحزب الحاكم، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى.
ومع تسارع الأحداث في بنغلاديش، يبقى المشهد السياسي غامضًا ومفتوحًا على كافة الاحتمالات. فهل ستشهد البلاد تغييرًا جذريًا في قيادتها؟ وما هو الدور الذي سيلعبه الجيش في المرحلة المقبلة؟ أسئلة ملحة تنتظر إجابات في الأيام القليلة القادمة.