المصطفى الجوي – موطني نيوز
في خطوة مفاجئة، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالمغرب تعيين الدكتور محمد الطالبي عميداً بالنيابة لكلية العلوم بن امسيك بعدما كان في وقت ليس بالبعيد عميدا لها، إلى حين إحالته على التقاعد بتاريخ 31 غشت 2024. جاء هذا القرار التأديبي إثر رسالة رسمية من رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
وفي حين أن هذا التعيين يعد جزءاً من الإجراءات التأديبية بعد الواقعة التي باتت على لسان كل العالم، إلا أن الظروف التي رافقت هذا القرار تحمل في طياتها خلفيات مثيرة للجدل. فقبل فترة وجيزة، كان العميد السابق والذي سيحال على التقاعد نهاية الشهر القادم قد تورط في موقف أثار استياء واسعاً بين أوساط الطلاب والمجتمع الأكاديمي والعالم على حد سواء.
وكان العميد السابق قد رفض تسليم شهادة لطالبة متفوقة كانت ترتدي الكوفية الفلسطينية خلال حفل تخرجها، معتبراً ذلك تصرفاً غير ملائم. هذا الموقف قوبل بانتقادات حادة واعتبره العديد من المتتبعين تعبيراً عن موقف يصب في مصلحة الصهاينة على حساب الشعب الفلسطيني. وفي وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية تضامناً واسعاً من مختلف فئات المجتمع المغربي والدولي، كما اعتُبر هذا التصرف مجانباً للصواب وخيانة للقيم الوطنية التي يتمسك بها المغاربة.
وبالتالي، يرى مراقبون أن تعيين الدكتور الطالي في هذا المنصب هو محاولة من الوزارة لتهدئة الأجواء المشحونة وإعادة التوازن للعلاقات بين الإدارة والطلاب. كما يُنظر إلى هذه الخطوة كإشارة إلى التزام الحكومة بدعم القضية الفلسطينية واحترام الرموز الوطنية التي تعبر عن هذا التضامن.
ومن المنتظر أن ينهي الدكتور محمد الطالبي مهامه في كلية العلوم بن امسيك في نهاية الشهر القادم، وسط توقعات بإعادة بناء الثقة وتعزيز الروابط بين الإدارة والطلاب بما يضمن بيئة تعليمية مشجعة ومحترمة لجميع الفئات، مع ضرورة احترام قضية كل الشعوب وهي القضية الفلسطينية التي لم يعترف بها العميد السابق أمام الجميع.