المصطفى الجوي – موطني نيوز
في تطور مثير للجدل، كشفت دراسة تاريخية حديثة عن تداعيات غير متوقعة لقرار اتخذه السلطان السلجوقي “ملكشاه الأول” قبل وفاته في عام 1092. هذا القرار، الذي بدا بسيطًا في حينه، أدى إلى سلسلة من الأحداث التي غيرت مجرى التاريخ الإسلامي وساهمت بشكل كبير في نجاح الحملات الصليبية اللاحقة.
وفقًا للمصادر التاريخية، قام “ملكشاه” بنقل ولاية العهد من ابنه الأكبر “بركيارق” إلى ابنه الأصغر “محمود”، استجابة لرغبات زوجته “تركان خاتون”. هذا القرار، الذي ربما اتخذه السلطان بدافع العاطفة، أدى إلى انقسام حاد في الدولة السلجوقية بعد وفاته المفاجئة.
يقول المؤرخ د. محمد السيد: “لقد كانت الإمبراطورية السلجوقية في أوج قوتها تحت حكم ملكشاه، ممتدة من الصين إلى البوسفور. لكن قراره الأخير زرع بذور الانقسام التي سرعان ما نمت بعد وفاته.”
أدى هذا الانقسام إلى حرب أهلية بين أنصار “بركيارق” وأنصار محمود، مما أضعف الدولة بشكل كبير. استغل ملك الشام “تتش”، عم الأميرين المتنازعين، الوضع وأعلن نفسه سلطانًا، مما زاد الوضع تعقيدًا.
وتضيف د. فاطمة الزهراء، أستاذة التاريخ الإسلامي: “الصراع على السلطة شتت قوة السلاجقة وأضعف دفاعاتهم. هذا الضعف الداخلي مهد الطريق للحملات الصليبية التي بدأت في عام 1096.”
بحلول عام 1095، تمزقت الدولة السلجوقية إلى دويلات صغيرة، كل منها غير قادر على صد التهديد الصليبي القادم. هذا الانقسام سمح للصليبيين بتحقيق نجاحات كبيرة في بداية حملاتهم.
يختتم التقرير بتحذير من تكرار أخطاء الماضي، مشيرًا إلى أهمية الوحدة والتماسك في مواجهة التحديات الخارجية. ويدعو الباحثون إلى مزيد من الدراسة لهذه الفترة التاريخية الحاسمة لاستخلاص الدروس المستفادة منها.