المصطفى الجوي – موطني نيوز
في واقعة مؤسفة أثارت استياءً واسعاً، نشرت جريدة الحركة، الناطقة باسم حزب الحركة الشعبية، خريطة للمغرب مبتورة من صحرائه في عددها رقم 10929 الصادر بتاريخ 12، 13 و14 يوليوز 2024. وقد ظهرت الخريطة المغلوطة في صفحة التقارير، مما أثار تساؤلات حول كيفية مرور مثل هذا الخطأ الجسيم دون اكتشافه قبل النشر.
يعتبر هذا الخطأ صادماً بشكل خاص نظراً لمكانة حزب الحركة الشعبية كحزب عريق وذي ثقل سياسي في المملكة المغربية. فمن المفترض أن تكون مثل هذه المؤسسات السياسية الكبرى أكثر حرصاً ودقة في تمثيل الوحدة الترابية للمملكة.
وعلى الرغم من أن هذا التصرف يبدو غير متعمد، إلا أنه يشير إلى إهمال خطير وغياب للتدقيق في المحتوى المنشور. هذا النوع من الأخطاء يمكن أن يكون له تداعيات سياسية ودبلوماسية خطيرة، خاصة في ظل حساسية قضية الصحراء المغربية.
ومن المتوقع أن تصدر الجريدة والحزب اعتذاراً رسمياً وتوضيحاً للواقعة، مع اتخاذ إجراءات صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلاً. كما يجب إعادة النظر في إجراءات التدقيق والمراجعة المتبعة في الجريدة لتفادي مثل هذه الانزلاقات الخطيرة.
إن مثل هذه الحوادث تذكرنا بأهمية اليقظة والحرص الشديد في التعامل مع القضايا الوطنية الحساسة، وضرورة التأكد من صحة ودقة كل ما ينشر، خاصة من قبل المؤسسات والأحزاب السياسية التي تحمل على عاتقها مسؤولية تمثيل مصالح الوطن والمواطنين.
نأمل أن تكون هذه الحادثة درساً للجميع، وأن تؤدي إلى تعزيز الوعي بأهمية الدقة والمسؤولية في العمل الإعلامي والسياسي، حفاظاً على المصالح العليا للمملكة المغربية ووحدتها الترابية.
وليس هذا فحسب فقد سبق وان رصدنا مجموعة من الاختلالات التي باتت تؤكد ان المغاربة يفتقدون للثقافة الوطنية ورموزها كما هو الشأن بالنسبة للعلم الوطني الذي بات يرفع مقلوبا فوق الادارات العمومية والمؤسسات التعليمية وغيرهما، والسبب راجع الى غياب البرامج والإشهارات التوعوية بالاعلام الرسمي المغربي الذي اصبح يجتهد فقط في المسلسلات المدبلجة لضرب الاسرة في مقتل فشتان بين التلفزيون المغربي الحالي وتلفزيون ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.