المصطفى الجوي – موطني نيوز
في ظل ما يشهده المغرب من تطورات متسارعة وتحديات جمة، تبرز قضية إدارة الشأن المحلي كإحدى أهم القضايا التي تؤرق المواطنين وتثير جدلاً واسعاً. وفي هذا السياق، تقدم لنا مدينة بوزنيقة نموذجاً صارخاً لما يمكن أن يحدث عندما تُسند المسؤولية إلى من لا يستحقها.
لقد حذرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خطورة إسناد الأمور لغير أهلها، معتبراً ذلك من علامات قيام الساعة. وها نحن اليوم نشهد تجسيداً حياً لهذا التحذير النبوي في مدينة بوزنيقة، حيث تتفاقم الأزمات وتتراكم المشاكل دون حلول جذرية أو رؤية واضحة للمستقبل.
فبدلاً من معالجة القضايا الحقيقية التي تؤرق سكان المدينة، نجد المسؤولين منشغلين بحملات فارغة المحتوى، كتلك المتعلقة بتحرير الملك العمومي. هذه الحملات التي لم تسفر عن أي نتائج ملموسة على أرض الواقع، بل زادت الطين بلة بكشفها عن عجز الإدارة المحلية وقصور رؤيتها.
إن المشهد الحالي في بوزنيقة يكشف عن حالة من الفوضى العارمة التي تعم مختلف أرجاء المدينة. فمن اجتياح أرباب المقاهي للملك العام في منطقة القصبة، إلى احتلال شركات مواد البناء للأرصفة والممرات، مروراً بالأكشاك غير المرخصة التي تنبت كالفطر في كل مكان، وصولاً إلى التجاوزات الخطيرة في مواقف السيارات، كل هذا يحدث تحت أعين السلطات المحلية التي تبدو عاجزة أو غير راغبة في التدخل.
ولعل أبرز مثال على هذه الفوضى ما يحدث في الطريق R322، حيث تم تحويل المساحات الخضراء إلى فضاءات إسمنتية لصالح المقاهي، في تعدٍ صارخ على البيئة وجودة الحياة في المدينة، علما انه مشروع ملكي صرف عليه ملايير السنتيمات لتثنية تلك الطريق.
إن ما يثير الاستغراب والقلق في آن واحد هو موقف باشا المدينة من هذه القضايا. فبدلاً من التعاون مع وسائل الإعلام لكشف الحقائق ومعالجة المشاكل، نجده يتخذ موقفاً عدائياً، معتبراً الإعلام خصماً لا شريكاً في عملية الإصلاح والتنمية.
إن هذا الواقع المؤلم يضعنا أمام تساؤلات جوهرية حول معايير اختيار المسؤولين وآليات المحاسبة والمتابعة. فكيف يمكن لمدينة أن تتطور وتزدهر في ظل قيادة تفتقر للرؤية والكفاءة وروح المسؤولية؟
نقول إن الوقت قد حان لمراجعة شاملة لمنظومة الإدارة المحلية في بوزنيقة وغيرها بالاقليم. فالمواطن يستحق قيادة كفؤة وأمينة، قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة. وإلا فإننا سنظل ندور في حلقة مفرغة من الفشل والإخفاق، منتظرين “الساعة” التي حذرنا منها نبينا الكريم.
إننا ننتظر الكثير و الفرج و تطبيق القانون بدون هوادة من طرف هذه اللجنة و إلا فسوف يكون مصيرنا بالعمارة P و بحي البساتين 2 مزيدا من المعاناة و العذاب و الفوضى و التلوث من طرف شركة بيع مواد البناء و التي حولت الحي السكني إلى حي صناعي و إلى ورشة ضخمة بكل المقاييس. على العموم ننتظر خيراً من المسؤولين بعدم السماح لاستغلال رخص محصل عليها بطرق ملتوية للقيام بأشياء أخرى غير قانونية و الله الموفق.