مروان الجوي – موطني نيوز
ما يحدث في أسواق الماشية هذه الأيام هو أمر يثير القلق والاستياء، فمع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يجد الكثير من المغاربة أنفسهم في مواجهة أسعار مرتفعة بشكل غير مسبوق لكبش الأضحية، ويمثل عيد الأضحى فرصة للاحتفال والتلاحم الأسري، إلا أن غلاء الأضاحي هذه السنة يشكل تحديًا حقيقيًا للأسر المتوسطة والفقيرة.
وتعزى أسباب ارتفاع أسعار الأضاحي حسب بعض “الكسابة” وبعض المهتمين بهذا الموضوع إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أولًا تأثير الجفاف وتغير المناخ على توافر المراعي والمياه، مما يزيد من تكلفة تربية الماشية كما أن زيادة أسعار الأعلاف والنقل تلعب دورًا كبيرًا في ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى ذلك يقوم بعض التجار “الشناقة” بالمضاربة ورفع الأسعار لتحقيق أرباح إضافية، مما يزيد من العبء على المواطنين.
أما الأسر المعوزة ذات الدخل المحدود تجد نفسها في موقف صعب، حيث يتعين عليها اتخاذ قرارات صعبة مثل الاقتراض أو التخلي عن بعض الاحتياجات الأساسية لشراء الأضحية، هذه الضغوط المالية تزيد من الشعور بالحرمان والإحباط بين العديد من الأسر وتزيد من التفاوت الاجتماعي.
إن الأزمة الحالية تعكس الفجوة الكبيرة بين الطبقات الاجتماعية في المغرب ففي حين يتمكن البعض من تحمل تكلفة الأضحية بسهولة، يكافح الآخرون لتوفير هذا المبلغ، مما يعمق شعورهم بالتهميش في الوقت الذي يجب أن تكون فيه الأضحية رمزًا للتضامن والتلاحم، تصبح بالنسبة للكثيرين عبئًا اقتصاديًا لا يطاق.
أما من منظور آخر فيجب التفكير في حلول فعالة ومستدامة، وأولها تنظيم الأسواق بشكل أفضل لمنع المضاربة وضمان توفر الأضاحي بأسعار معقولة، بالإضافة إلى ذلك يمكن تعزيز دور التعاونيات الفلاحية في تربية وتوزيع الأضاحي مما قد يساهم في تقليل التكاليف.
وقد تفاعلت مواقع التواصل الإجتماعي مع هذا الإرتفاع الفاحش في ثمن أضحية العيد، حيث قال أحدهم: “إن تعزيز الوعي حول أهمية التضامن الاجتماعي وتشجيع الأسر الميسورة على مساعدة الأسر الفقيرة من خلال التبرعات والمساعدات، حيث يجب أن يكون العيد فرصة للتلاحم والمشاركة وليس مصدرًا للضغط والقلق”، فيما علق آخر : ” يجب أن نعمل جميعًا من أجل جعل عيد الأضحى مناسبة سعيدة لجميع الأسر المغربية بغض النظر عن ظروفها الاقتصادية فهذا يتطلب جهودًا مشتركة من الحكومة والمجتمع لضمان أن تكون الأضحية في متناول الجميع وأن يتمكن الجميع من الاحتفال بالعيد بفرح وسلام”.