مروان الجوي – موطني نيوز
تحولت مدينة خريبكة، خلال الأيام الأخيرة، إلى وجهة مفضلة يجد فيها مسؤولو المدن السياحية القريبة ضالتهم قصد إفراغ أفواج من المشردين والمختلين عقليًا عبر رحلات غالبًا ما تتم تحت جنح الظلام.
إذا كانت عاصمة الفوسفاط العالمية قد اشتهرت منذ زمن بالهدوء والأمن وكرم ساكنتها وتوفرها على كل المقومات التي تجعل منها مدينة تضمن لقاطنيها، أصليين أو وافدين، ظروف عيش واستقرار أفضل، فقد أصبحت اليوم عكس ذلك، ولعل ظاهرة نقل المشردين والمختلين عقليًا إليها من الأسباب الرئيسية وراء هذا التحول، وعلى الرغم من النداءات المتكررة التي أطلقتها الفعاليات الخريبكية ووسائل الإعلام المحلية أكثر من مرة للحد من تحويل المدينة إلى مرتع للحمقى والمشردين، فإن الظاهرة لا تزال تتمدد أمام صمت غير مفهوم للجهات المسؤولة بالإقليم.
الحديث عن تداعيات إفراغ المشردين والمختلين عقليًا في خريبكة يحيلنا مباشرة إلى حادث تكسير زجاج بعض السيارات من طرف أحد المشردين القادمين من خارج المدينة، وكذلك ضرب أحد الأشخاص في غفلة منه بعصا حديدية من طرف أحد المختلين عقليًا الذين رمتهم الأقدار هنا في المدينة، الملاحظ في هذه الوقائع أنها مؤشرات خطيرة سيكون لها تأثير كبير على الأمن الداخلي للمدينة في حال تكرارها مستقبلاً.
إلى جانب ما تعرضت له الساكنة وممتلكاتهم، فإن الاعتداءات والمضايقات التي تتعرض لهم الساكنة المحلية بشكل شبه يومي، خصوصًا الأطفال والنساء، من طرف المختلين عقليًا والمشردين تتكرر دائمًا في ظل الارتفاع المتواصل لأعداد هذه الفئة، والغريب أن منهم أشخاص بكامل قواهم العقلية، لكنهم في حالة مزرية من ناحية المظهر والرائحة نتيجة تواجدهم بالشارع لمدة زمنية طويلة، ورغم تدخل بعض الجمعيات لمحاولة الاعتناء بالحالات وأخذهم للمستشفى للتأكد من صحتهم النفسية والعقلية وتوفير الظروف الملائمة لهم إلى حين نقلهم إلى مدنهم التي قدموا منها، إلا أنهم انصدموا بتزايد الحالات بشكل مهول.
وتفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الظاهرة الغريبة على المدينة، حيث قال أحدهم: “طالبنا بالتنمية فكان نصيبنا حافلات من المشردين لتسهيل عملية التنمية في مدن أخرى، لك الله يا مدينة خريبكة”. وفي نفس السياق، عبر آخر قائلاً: “إن الشاوية ورديغة تتعرض لغزو كبير للمشردين والمختلين عقليًا، متسائلاً: “من المسؤول عن هذا الغزو؟”.
كل هذه الردود والسخط الذي تعرفه المدينة أصبح نداء الاستغاثة واجب ومحتم للسلطات المحلية المختصة بمختلف مكوناتها للتدخل العاجل لوقف مثل هذه الممارسات غير المقبولة، وتشديد المراقبة في السدود الأمنية في مدخل المدينة للتحكم في هذه الظاهرة، وكذلك التدخل لدى مسؤولي المدن السياحية القريبة الذين ينقلون هذه الحالات نحو خريبكة.