المصطفى الجوي – موطني نيوز
في الآونة الأخيرة، أثار استخدام مصطلحي “خادم” و”خديم” جدلاً واسعاً حول أيهما الأصح لغوياً. وفي هذا المقال، سألقي نظرة متعمقة على المعاني والدلالات المرتبطة بكل منهما.
يشير مصطلح “الخادم” إلى الشخص الذي يقدم الخدمات للآخرين، سواء في مجال العمل أو المنزل. ويمتد استخدامه أيضًا ليشمل الأجهزة أو البرامج التي تقدم خدمات معينة، كخوادم الويب وخوادم البريد الإلكتروني.
في حين يُعرف “الخديم” بأنه الشخص الذي يعمل في خدمة شخص آخر، وغالباً ما يكون ذلك في المنازل الكبيرة أو القصور.
وفقًا لخبراء اللغة العربية، فإن كلمة “خادم” تحمل دلالة أكثر إيجابية وتقديرًا للعمل الذي يقوم به الشخص، بينما تحمل كلمة “خديم” بعض الدلالات السلبية التي توحي بالتواضع والخضوع المفرط، او بمعنى أصح “دليل” و “حقير” على وزن فعيل.
لهذا، أقول وانا على دراية بعلم اللسانيات : “في اللغة العربية الفصحى المعاصرة، يُفضَّل استخدام كلمة “خادم” لأنها تعكس احترامًا أكبر للعاملين في مجال تقديم الخدمات. أما كلمة “خديم”، فقد أصبحت أقل استخدامًا أي من الماضي السحيق نظرًا لما تحمله من إيحاءات سلبية.”
من جهه أضيف : “يجب علينا أن نكون حريصين على استخدام المصطلحات اللغوية بشكل صحيح وملائم، لا سيما عندما يتعلق الأمر بوصف الأشخاص وأعمالهم. لذلك، فإن استخدام مصطلح “خادم” الاعتاب الشريفة يعتبر الخيار الأفضل من الناحية اللغوية واللاهوتية.”
وعليه، يبدو أن هناك إجماعًا بين خبراء اللغة العربية على تفضيل استخدام مصطلح “خادم” على “خديم”، نظرًا للدلالات الإيجابية والاحترام الذي يعكسه الأول تجاه العاملين في مجال تقديم الخدمات. ومع ذلك، فإن الاختيار النهائي يبقى راجعًا إلى السياق والغرض من الاستخدام.
فإذا كنت مسؤولا وتسدي خدمات للمواطنين فأنت “خادم”، أما إذا كنت تشتغل في بيت أو قصر وتتكفل بأشغال البيت أو القصر فأنت “خديم” وبالتالي شتان بين البعرة و البعير.