المصطفى الجوي – موطني نيوز
في صباح اليوم الأسود الذي هز إيران والعالم، كان الرئيس الإيراني ووزير خارجيته بصحبة نظرائهما الأذربيجانيين لحضور حفل افتتاح مشروع سد مشترك بين البلدين عند الحدود الإيرانية-الأذربيجانية. لكن ما كان ليبدو حدثاً روتينياً تحول إلى كارثة مأساوية عندما أعلنت السلطات لاحقاً عن تحطم طائرة الرئيس الايراني وعثورها على جثث جميع ركابها.
هذا الحادث المروع أثار العديد من علامات الاستفهام حول ما إذا كان عملاً تخريبياً مدبراً أم مجرد حادث طائرة عادي؟. حيث تتمحور أبرز الشكوك حول سلوك الطائرتين المرافقتين اللتين كانتا مكلفتين بحماية الطائرة الرئاسية، إذ انفصلتا عنها في مرحلة ما واستكملتا رحلتهما دون اقترابهما من موقع الحادث.
هذا السلوك غير المعتاد للطائرتين الحراسيتين يثير تساؤلات خطيرة :
هل تلقت الطائرتان تعليمات غريبة بالابتعاد عن الطائرة الرئاسية؟ أم أنهما واجهتا مشكلات فنية اضطرتهما للانفصال؟ الأمر الذي يزيد من حدة الشكوك هو أن دور الطائرات الحراسية هو حماية الطائرة الرئاسية حتى تصل إلى وجهتها بأمان.
إلى جانب هذه الملاحظة المريبة، تطرح احتمالية أن يكون الحادث عملاً تخريبياً مدبراً سؤالاً رئيسياً :
من المستفيد من اغتيال الرئيس ووزير الخارجية؟ فالصراع السياسي الداخلي بين التيارين الإصلاحي والمحافظ في إيران يحتدم باستمرار، ولا يستبعد أن يكون أحد هذين الطرفين قد لجأ إلى هذا الأسلوب العنيف للتخلص من خصومه.
إلى جانب الاحتمالات الداخلية، لا يمكن أيضاً إغفال دور القوى الخارجية المعادية لإيران والتي قد تكون مستفيدة من زعزعة استقرار النظام الإيراني. فإيران دولة محورية وقوية في المنطقة ولها أعداء كثر على الساحة الدولية.
في المقابل، لا يزال احتمال أن يكون الحادث مجرد حادث عرضي بسبب خلل فني أو خطأ بشري قائماً ولا يمكن استبعاده. لذلك، فإن التحقيقات الفنية الشاملة والشفافة ضرورية لتحديد الأسباب الحقيقية وراء هذا الحادث المأساوي.
أضف إلى ذلك أن حادثة تحطم الطائرة جاءت بعد لقاء الرئيس ووزير الخارجية بالمسؤولين الأذربيجانيين لافتتاح مشروع سد مشترك بين البلدين، مما يضفي بعداً آخر على الحادث. فالتعاون بين إيران وأذربيجان في هذا المشروع قد يكون أغضب بعض الأطراف التي لا ترغب في رؤية هذا التعاون يتطور ويزدهر.
في النهاية، تظل الحقيقة حول ما إذا كان حادث تحطم طائرة الرئيس عملاً تخريبياً أم لا غامضة حتى الآن، وسط تضارب الاحتمالات بين الصراع الداخلي، والدور الخارجي المحتمل، وإمكانية أن يكون الحادث عرضياً. لكن هذه الأسئلة المثيرة للجدل تستدعي إجابات دقيقة وشفافة من خلال تحقيقات معمقة، للكشف عن الحقيقة وراء هذه الكارثة التي هزت المنطقة والعالم.
وبالتالي لا بد لنا من طرح هذه الأسئلة المحورية التالية :
1. لماذا طائرة الرئيس دون الطائرتين المرافقتين؟
2. لماذا تخلت الطائرتين المرافقتين (وهما طائرتي حراسة) عن طائرة الرئيس وتابعتا الرحلة بدونها؟
3. هل كان الأمر مدبراً؟
4. من له مصلحة في قتل الرئيس ووزير الخارجية؟
5. هل الصراع الداخلي على السلطة بين التيار الإصلاحي وتيار المحافظين يمكن أن يكون السبب أم أن هناك دور خارجي؟
6. أم أن الموضوع مجرد حادث؟
أسئلة تحتاج إلى إجابات .. وربما نستطيع إلقاء بعض الضوء على الموضوع في مقال منفصل إن شاء الله