المصطفى الجوي – موطني نيوز
في السطور التالية، سأكشف لكم بكل صراحة وجرأة بصفتي مسؤول حزبي وعضو اللجنة المركزية عن حقيقة مرة تعيشها الساحة السياسية بإقليم بنسليمان، في ظل تشرذم أوصال حزب التقدم والإشتراكية وتفكك بنيته هناك بعد رحيل قائده البارز سعيد الزيدي.
لم يعد للحزب من يقوده بعد غياب الزيدي، فالجميع اليوم يغرد خارج السرب، وتحولت الأوضاع إلى فوضى عارمة بعدما طعن البعض الزيدي غدراً في ظهره وأطاحوه من منصبه. ففي تاريخ هذا الحزب المفترض تقدميته بالإقليم، لم تتجاوز أصواته ألف صوت طيلة سنوات، قبل أن ينجح الزيدي في قيادة الحزب لتحقيق إنجازات لامعة وإحيائه من تحت الرماد.
تحت قيادة سعيد الزيدي، نجح الحزب في الفوز بمقعد برلماني بالإضافة إلى أزيد من 70 مقعداً بالجماعات المحلية ورئاسة 3 جماعات ترابية. أما باقي الجماعات التي لم يتزعمها فكان حاضراً فيها كمعارضة قوية وصلبة لا يشق لها غبار بل يشغل حتى منصب نائب رئيس بعضها.
ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟ كيف تحولت الأمور وأخذت منعطفاً خطيراً لدرجة أن الحزب لم يعد قادراً على ترشيح مرشح واحد للمقعد البرلماني الشاغر في الانتخابات الجزئية القادمة؟
السبب واضح وجلي جداً أيها القراء، إنه غياب سعيد الزيدي الذي كان بمثابة صمام الأمان للحزب بالإقليم. فبعد رحيله، تشتت الجميع وأصبح البعض من رفاقه يدعم أحزاب الحكومة علناً في تناقض صارخ.
لقد فقد حزب التقدم والإشتراكية لاعباً أساسياً ومهماً كان محل إجماع الجميع واحترام الخصوم قبل الأصدقاء. إنه سعيد الزيدي الذي لا يمكن تعويضه بأي شكل من الأشكال. فهل ستستمر الفوضى أم سيعود الحزب إلى رشده؟ هذا ما سنراه قريباً والذي لا بوادر تلوح في الأفق.
رحم الله السيد أحمد الزيدي عندما قال في إحدى مقابلاته التلفزيونية : “من أراد أن يتبورد لابد له من ياتي بعد موسم الحصاد وقد حققت الغاية من الموسم وأعطيت الكثير للوطن، أما أن تتبورد وحصيلتك صفر فهذا كلام فارغ”.