المصطفى الجوي – موطني نيوز
تعتبر مدينة بنسليمان من المدن العريقة التي تتمتع بتراث حضاري وتاريخي غني، إلا أن هذه المدينة تعاني اليوم من مشكلة خطيرة تهدد أمنها وسلامة مواطنيها، وهي انتشار ظاهرة “الكوتشيات” أو العربات المجرورة بشكل فوضوي ومخالف للقانون.
الجذور المتفشية لهذه الظاهرة تعود إلى حقبة حكم الباشا “الجعايدي”، حيث تم الترخيص في البداية لحوالي 20 شخصًا من المقربين والمنتفعين من السلطة آنذاك لمزاولة هذا النشاط. لكن المشكلة تفاقمت بشكل كبير خلال فترة حكم الباشا “العلوي”، الذي أغرق المدينة بهذه العربات القصديرية، حيث قفز عددها من 20 إلى حوالي 60 عربة.
ولم يكتفِ الباشا “العلوي” بهذا الانفلات الأمني فحسب، بل قام أيضًا ببيع تراخيص جديدة لأشخاص غرباء عن المدينة والإقليم، بما في ذلك الميسورين والأغنياء، في خطوة تنم عن الفساد وسوء الإدارة.
ورغم رحيل هذين المسؤولين، منهم من وافته المنية ومنهم من ينتظر حكم الله فيه. إلا أن الفوضى التي خلفاها لم ترحل، بل تجذرت وباتت تأرق مضاجع الساكنة. فرغم تحرك الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية وتعليق علامات المنع، إلا أن التساهل في تطبيق القانون والتغاضي جعل هذه الفئة التي تضم بين صفوفها مراهقين وقاصرين وأصحاب السوابق القضائية يتمردون على الجميع وينتهكون القانون.
ولعل ما قام به سائق العربة رقم (27) صباح اليوم الاربعاء 15 ماي الجاري من خرقه للقانون وعدم احترامها لعلامات التشوير والأضواء تعتبر دليلًا قاطعًا على أننا أمام قطاع غير منظم وتسوده الفوضى، رغم تواجد ما يسمى “لامين” الذي يبدو مغلوبًا على أمره.
لذلك، يتعين على السلطات المحلية والأمنية التحرك بحزم لإنقاذ مدينة بنسليمان وساكنتها من هذه الفوضى، ولو بتطبيق القانون وزجر المخالفين، ما دامت عاجزة عن سحب الرخص المشبوهة التي سبق وأن تصدى لمافيا “الكوتشيات” ومعاونيها الباشا المدينة الجديد الذي كاد يقضي عليهم بالمرة.
إن مدينة بنسليمان تستحق أفضل من هذه الفوضى التي تهدد سلامة مواطنيها وتشوه صورتها الحضارية، ولا بد من تدخل حاسم لإعادة الأمن والنظام إلى هذه المدينة الجميلة وزجر مثل هذه الممارسات وغيرها في مدينة الظواهر.