المصطفى الجوي – موطني نيوز
تحولت مدينة بنسليمان إلى ساحة للفوضى والفساد، حيث أصبحت هذه الظواهر المشينة أمرًا معتادًا ومقبولاً لدى فئات واسعة من السكان. فلم تعد الفوضى مقتصرة على انتشار الكلاب الضالة والباعة الجائلين والدواب الشاردة، بل تعدت ذلك إلى احتلال الطريق العام ومنع السيارات والشاحنات من أخذ حقها في الطريق.
وفي مشهد صارخ للفوضى، تحول محل لإصلاح الدراجات النارية في حي النجمة إلى معتدٍ على نصف الشارع دون أي رادع أو مراقبة. ويبدو أن هذا الوضع المزري هو النتيجة الحتمية لغياب سلطة القانون والمراقبة والزجر الرادع.
وفي ظل هذه الأوضاع المتردية، لا يمكن لوم أحد، فالمدينة تنقسم إلى طوائف متعددة؛ طائفة لا يعنيها ما يجري، وأخرى تتفرج فقط، والطائفة الأخطر هي التي تبرر كل الأفعال المنافية للقانون وتشرعنها، لأن أصل هذه الطائفة وتكوينها فساد في فساد.
لقد تحولت الفوضى والفساد في بنسليمان من عادة إلى عبادة، حيث أصبحت هذه الظواهر المشينة جزءًا لا يتجزأ من حياة المدينة اليومية. ويبدو أن هذه الحالة لن تتغير إلا بتدخل حازم من السلطات المعنية لفرض سلطة القانون والنظام وردع المعتدين على الطريق العام والمصلحة العامة.