المصطفى الجوي – موطني نيوز
في عالم مضطرب ومتقلب، ظل المغرب شامخًا صامدًا كالصخرة الراسخة في وجه تيارات الغزو والاحتلال على مر العصور والأزمان. فكم من قوى عظمى وإمبراطوريات واسعة النفوذ راهنت على إخضاع هذا البلد العريق وطمس هويته وحضارته، لكنها فشلت ذريعًا وانكسرت أحلامها على صخرة عزيمة أبناء هذا الوطن الأبي.
لقد حاولت إسبانيا في زمن الملك يوسف بن تاشفين السيطرة على المغرب، فأرسلت جيوشها الجرارة، غير أن تلك المحاولة باءت بالفشل الذريع حين تحطمت قواتها أمام صلابة المغاربة وإرادتهم القوية في الدفاع عن أرضهم ووطنهم.
وفي حقبة لاحقة، راهنت الإمبراطورية العثمانية العظمى على القضاء على المغرب وإخضاعه لسيطرتها، فأوفدت جيوشها المدججة بالسلاح لمحو وجوده، إلا أن رجال المغرب الأبطال كانوا لها بالمرصاد في معركة وادي اللبن التاريخية التي حسمت الأمر وأرغمت العثمانيين على الانسحاب مهزومين من أرض المغرب.
لم تكن تلك هي المحاولة الوحيدة للاستيلاء على المغرب، فقد سعت قوى أوروبية أخرى كالبرتغال وإسبانيا مرة أخرى والفاتيكان وممالك قشتالة لفرض سيطرتها على هذا البلد، مستغلة حالات الضعف والتشرذم التي عانى منها المغرب في بعض الفترات، إلا أن رجالات المغرب العظام استطاعوا إعادة لم شمل الوطن وطرد الغزاة من أرضه مهما كانت قوتهم.
وهكذا ظل المغرب الصخرة الصامدة التي تتحطم عليها كل محاولات الاحتلال والغزو، مستمدًا قوته من تاريخه العريق وحضارته الراسخة وإرادة أبنائه القوية التي لا تلين أمام أي مطامع خارجية، فكان وسيظل منارة للعزة والكرامة والصمود في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأرضه أو انتهاك سيادته.