المصطفى الجوي – موطني نيوز
في سنة 1958، كان المغرب قد تحرر للتو من الاستعمار الفرنسي، بينما كانت الجزائر لا تزال تحت نير الاحتلال. في تلك الفترة العصيبة، كان على الشعب الجزائري أن يكافح من أجل استرداد حريته واستقلاله، وقد خاضت جبهة التحرير الوطني الجزائري معارك شرسة ضد القوات الفرنسية.
في هذا السياق، أظهر المغرب تضامنه مع الشعب الجزائري الشقيق، حيث قرر المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم خوض مباراة ودية أمام فريق جبهة التحرير الوطني الجزائري. كان هذا التصرف رمزياً وقوياً، يعكس الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري، ويؤكد دعم المغرب للقضية الجزائرية العادلة.
لكن هذه الخطوة لم تلق ترحيباً من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، الذي كان يخضع آنذاك لضغوط السلطات الاستعمارية الفرنسية. فقد قررت “الفيفا” معاقبة المنتخب المغربي بإبعاده عن المنافسات الدولية لمدة عامين، بسبب لعبه مباراة أمام فريق غير معترف به ولا بدولته.
كانت هذه العقوبة قاسية وغير عادلة، وتعكس التحيز الواضح للاتحاد الدولي تجاه القوى الاستعمارية آنذاك. فبدلاً من احترام حق المغرب في التضامن مع شعب عربي مسلم وشقيق يكافح من أجل حريته، فضلت “الفيفا” إرضاء السلطات الفرنسية وعقاب المنتخب المغربي.
لكن هذه العقوبة لم تثن المغرب عن مواقفه المبدئية، ولم تخمد روح التضامن مع الشعب الجزائري. بل على العكس من ذلك، ظلت هذه الحادثة راسخة في الذاكرة الجماعية للشعبين المغربي والجزائري، كدليل على العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربطهما، وعلى التضحيات التي قدمها المغرب من أجل دعم قضية الجزائر العادلة.
اليوم، وبعد أكثر من ستين عاماً على هذه الحادثة، وطمس “الكابرانات” لذاكرة الجزائريين لم يعد الشعب الجزائري يتذكر هذا الموقف الشجاع من قبل المنتخب المغربي وغيره من المواقف العديدة. بل وتأمل دولة العسكر أن تستمر هذه الخلافات بين البلدين، وأن لا يسود السلام والازدهار في المنطقة.
نحن ندعو الشعب الجزائري الشقيق إلى أن يتحلى بالفطنة والحكمة في التعامل مع التحديات الراهنة، وأن يسعى جاهداً للخلاص من أي قيود تعيق تقدمه واستقراره. ونؤكد دعمنا الكامل لحقوق الشعب الجزائري وتطلعاته المشروعة نحو الحرية والعدالة والازدهار. والتخلص من إستعمار “الكابرانات” له أسلاف الفرنسيين.
هذه مواقفنا، فما هي مواقفكم تجاه الشعب المغربي؟!.