مروان الجوي – موطني نيوز
أعلنت مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية عن استعدادها لانطلاق فعاليات هذا المهرجان في دورته 24 وذلك انطلاقا من 11 إلى غاية 18 ماي 2024 أمام استنكار كبير لساكنة عاصمة الفوسفاط التي تعتبر أن البنيات التحتية وخلق دينامية تنموية هي الأولوية، حيث أن المدينة تعرف ركودا تنمويا غير مسبوق، ما جعل الساكنة تأخذ مثال “أش خاصك أ العريان خاصني مهرجان أ مولاي” شعارا لهذه الدورة، من هنا لابد أن نتسائل عن ماذا استفاد الإقليم والساكنة على مدى 24 دورة من مهرجان لايسمن ولايغني من جوع؟؟ وبأي حال سيعود هذه السنة رغم الفضائح والقنابل التي فجرت في الدورة السابقة أمام مرآى ومسمع المجتمع لخريبكي؟؟ ومامحل الساكنة والفعاليات المحلية من الإعراب؟؟، خاصة وأن هذا المهرجان تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
ومع اقتراب موعد انطلاق المهرجان في دورته 24 بدأت علامات الفشل تلوح في الأفق، كضعف التحضير، وتهميش الساكنة ككل سنة، واقصاءها من الحضور للفقرات والأفلام المشاركة، وغياب الأنشطة الموازية مع العلم أن المهرجان يستضيف فنانين كبار عرب وأفارقة في إطار التبادل الثقافي والتعريف بالتراث الإقليمي، والإكتفاء بتوزيع الدعوات فقط على المعارف والمقربين، وعدم إدماج الشباب والفنانين المحليين في التسيير، وهذا راجع للاعتماد على نفس الوجوه التي ألفناها وألفنا فشلها في قيادة سفينة شيخ المهرجانات، كما لاننسى غياب التواصل مع معظم وسائل الإعلام، كل هذه المعطيات تنذر بفشل هذا المهرجان قبل انطلاقه، فالمهرجانات الناجحة تظهر ملامحها قبل بدايتها، كما تتطلب تخطيطا محكما وتنظيما دقيقا وتجهيزا كافيا، وهذا مالا نلاحظه في هذا المهرجان الذي وصل لدورته 24، رغم ذلك لم يتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة بخلق جسر التعاون والتواصل بين المجتمع المحلي والنسيج الجمعوي والفنانين المحليين لتحقيق تنمية مستدامة ونهضة فنية تليق بمقام إقليم أعطى ومازال يعطي للساحة الفنية المغربية على سبيل المثال نذكر المرحوم “محمد البسطاوي”، وهذا ماينتج العوائق والتحديات التي قد تكون سببا في الفشل رغم الدعم المالي الكبير الذي يتحصل عليه من المساهمين، وانطلاقا من هذه المطبات فأصابع الإتهام توجه صوب المؤسسة التي تشرف على تنظيم هذا المحفل الفني الذي انهارت معالمه وأصبح يضرب به المثل في الفشل والإخفاق، إذ أضحى يعتبر مهرجان للعائلة والأصدقاء والمقربين، في غياب برامج واستراتيجيات واضحة عبر تشخيص حقيقي للوضعيات الراهنة، أي أن لا نجاح للمهرجان دون اشراك الساكنة لخريبكية وفعاليات المجتمع المدني والإعلام المحلي لتحقيق تنمية مستدامة تعود بالنفع على الساكنة وعاصمة الفوسفاط العالمية.
هذا وقد تفاعلت الساكنة وفعاليات المجتمع المدني وإعلاميين عبر مواقع التواصل الإجتماعي بخصوص تنظيم مهرجان السينما الإفريقية في دورته 24، وجاء في إحدى التدوينات للإعلامي عزالدين الزماني عبر صفحته في الفيسبوك:” هذه النسخة من مهرجان السينما الافريقية محكوم عليها بالفشل لأن نفس الوجوه هي المتحكمة بعقليات قديمة “يجب ضخ دماء جديدة والبداية من مسؤول الإعلام والتواصل”، وقال أحدهم:” أش خاصك المواطن العريان خاصني مهرجان أ سيدي”، كما تفاعل أحد نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي قائلا:” نفس الوجوه ونفس العقلية”.