المصطفى الجوي – موطني نيوز
في ظل التصعيد الأخير للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، برزت حقيقة مثيرة للقلق بشأن شبكة الحلفاء التي تحيط بدولة الاحتلال. فوفقًا لتقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، تُعد الولايات المتحدة وألمانيا المصدران الرئيسيان لأسلحة إسرائيل، حيث وفرتا ما يقرب من 99% من جميع الأسلحة التي تستوردها إسرائيل خلال الفترة من 2019 إلى 2023.
ولم يقتصر الأمر على المساعدات العسكرية التقليدية، بل يسارع كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز في تسريع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل بعد هجمات 7 أكتوبر الماضي. هذا التصعيد في الدعم العسكري يُشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والأعراف الإنسانية.
لكن الأخطر من ذلك أن إسرائيل تتلقى دعمًا لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل يمتد ليشمل احتياجاتها الاقتصادية الأساسية. فبعض الدول العربية والإسلامية تُمَدّ إسرائيل بالنفط والغذاء، حيث قامت دولة عربية بشحن 140 ناقلة نفط إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي. كما تُوفّر كل من كازاخستان وأذربيجان 60% من احتياجات إسرائيل النفطية. وعلاوة على ذلك، هناك دول أخرى تُزوّد إسرائيل بخطوط إمداد غذائية وخدمات لوجستية ناهيك عن الخدمات الاستخباراتية المجانية حبا في الصهاينة وطاعتا لهم.
لكن الأسوأ من ذلك هو ما تقوم به بعض الشركات التركية، حيث توفر للجيش الإسرائيلي الفولاذ اللازم لتصنيع الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى الملابس والأحذية. هذا التحالف مع شركات تركية يُعزّز قدرات جيش الاحتلال الإسرائيلي ويُساهم في استمرار ارتكاب انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، مما يعني أن العالم كله في جهة بما فيه الضفة الغربية و حماس في جهة طبعا مع استثناء بعض الدول الحرة التي تدعم حماس.
ولا شك أن هذه الشبكة المعقدة من الحلفاء الذين يدعمون إسرائيل، سواء عسكريًا أو اقتصاديًا، تُشكّل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين. إنها ليست مجرد قضية سياسية أو عسكرية، بل تمتد لتشمل تحالفات اقتصادية واستراتيجية عميقة الجذور. ولذا، فإن وقف هذا الدعم وكشف هذه الحلقات المظلمة يُعد ضرورة ملحة لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة. وهو ما يؤكد قول الله سبحانه وتعالى “وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون” وهذا ما ينطبق على دولة اسرائيل لولا حلفائها من الغرب و العرب و المسلمين.