المصطفى الجوي – موطني نيوز
في تطور ملحوظ لموقف الصحافة البريطانية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، شهدنا في اليومين الماضيين تحولاً لافتاً في نبرة ومنحى التغطية الإعلامية. فبعد سنوات من الانحياز الملحوظ للرواية الإسرائيلية وتبرير جرائمها ضد الفلسطينيين، بدأت بعض أبرز الصحف البريطانية في توجيه انتقادات حادة ضد سياسات واعتداءات دولة الاحتلال.
فقد شهدنا على صفحات صحيفة الإندبندنت البريطانية عنواناً رئيسياً صارخاً يوم أمس “كفى”، والذي جاء كرد فعل على الضربات الجوية الوحشية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة. وتواصل الصحيفة اليوم موقفها الرافض للعدوان الإسرائيلي، بعنوان أكثر استفزازاً “أوقفوا بيع السلاح لإسرائيل الآن”، مصحوباً بكاريكاتير ساخر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يلقي القنابل على المدنيين في غزة.
إن هذا التحول في الموقف الإعلامي البريطاني يشير إلى بداية اليقظة الضمير والأخلاقية لدى بعض الصحفيين والإعلاميين الغربيين، الذين كانوا لسنوات طويلة ينحازون بشكل واضح لروايات وممارسات إسرائيل، متجاهلين الجرائم المروعة التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني.
ولعل هذا الموقف الجديد للصحافة البريطانية يعكس أيضاً البداية المحتملة لتراجع الدعم السياسي والشعبي في الغرب لإسرائيل، خاصة في ظل الانتقادات المتزايدة لعملياتها العسكرية الوحشية في غزة والتي تسببت في مأساة إنسانية كبيرة.
إن هذا التحول في موقف الصحافة البريطانية قد يكون بداية لانكسار السرد الإسرائيلي في الإعلام الغربي، والذي طالما شكّل درعاً واقياً لجرائم الاحتلال. وربما يكون هذا بداية لإنهاء التواطؤ الضمني للإعلام الغربي مع الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، وانطلاق موجة جديدة من المساءلة والمحاسبة لدولة الاحتلال عن جرائمها البشعة بحق الشعب الفلسطيني. وهذا ما ستثبته الأيام المقبلة.
قال الله تعالى في سورة آل عمران، بسم الله الرحمن الرحيم (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) صدق الله العظيم.