المصطفى الجوي – موطني نيوز
في السطور التالية، سنسلط الضوء على مجموعة من الظواهر المقلقة التي باتت تنخر مدينة الظواهر المشينة بنسليمان، والتي تعكس فشل الجماعة وكل المتدخلين في التصدي لها.
أولى هذه الظواهر هي انتشار التسول بشكل كبير، حيث أصبح المتسولون من مختلف الأعمار ينتشرون في شوارع المدينة وأزقتها. وبات الكثير منهم يمتهن هذه “المهنة” بشكل منظم، في ظل غياب أي إجراءات رادعة من قبل السلطات المعنية. رغم أن التسول ممنوع شرعا وقانونا، حيث ينص الفصل 326 من مجموعة القانون الجنائي على أنه “يُعاقب بالحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر من كانت لديه وسائل التعيُّش أو كان بوسعه الحصول عليها بالعمل أو بأية وسيلة مشروعة، ولكنه تعوّد ممارسة التسول في أي مكان كان”.
ظاهرة أخرى لا تقل خطورة هي وجود أشخاص مصابين باضطرابات عقلية يتجولون بحرية في الأماكن العامة، مما يشكل خطرا على سلامة المواطنين الجسدية وحتى على ممتلكاتهم. وقد شهدت المدينة مؤخرا حادثة تكسير سيارات من قبل أحد هؤلاء الأشخاص المصابين. كما لوحظ قيامهم بتصرفات فاضحة كنزع ملابسهم عامة أمام الناس.
إن هذه الظواهر المشينة تطرح تساؤلات كبيرة حول ما آلت إليه أوضاع المدينة، وعن الجهات المسؤولة عن تدهورها وانحدارها إلى هذا المستوى المزري. كما يتساءل المواطنون عن دور السلطات المحلية ورئيس الجماعة في معالجة هذه الأزمة الخانقة، وعن آليات مساءلتهم ومحاسبتهم على هذا التقصير الفادح.
لا شك أن هذه الوضعية المأساوية تلقي بظلالها السلبية على صورة المدينة وسمعتها التي باتت في الوحل منذ تولي هذا الرئيس لزمام الأمور رفقة شرذمة من المستشارين لا هم لهم سوى المصلحة الشخصية، وتهدد الشعور بالأمن والاستقرار لدى سكانها. لذا، يتعين على الجهات المعنية التحرك العاجل لاحتواء هذه الظواهر قبل فوات الأوان، وإعادة الاعتبار للمدينة الخضراء كما كان الكل يسميها والتي كانت يوما عنوانا للجمال والرقي والحضارة. قبل أن تتحول لمستنقع يحتله الباعة الجائلين و تسرح وتمرح فيه الكلاب الضالة و الحيوانات والدواب الشاردة وما خفي أعظم.